محيي الدين قشاشة ـ في حب إيران زمن الوباء

د. محيي الدين قشاشة
في أعماقي شعور دفين، سأحاول الإعراب عنه، وهو ما أكنّه من محبّة للإيرانيين كشعب، واحترام لإيران كدولة، وإعجاب بالفرس كحضارة.
فعندي انطباع أن الشعب الإيراني محبٌّ للحريّة، عاشق للحياة، وإنما خنقته الثورة الإسلامية الخمينية. عندي انطباع أن الشعب الإيراني شغوف بالعلم، شغوف بالمنافسة، وقد زادهم الحصار الأمريكي حرصا على المضيّ قدما في طريق التطور العلمي.
إن كنت تكره إيران، فأرجوك، لا تتوقف هنا، بل حاول أن تكمل هذه الكلمات إلى الآخر، فإنها موجهة إليك أنت بالذات. وأبشرك أن كلامي ليس تنظيرا سياسيا، ولا دعوة مذهبية، وإنما هي فرصة لبعث رسالة أخرى من رسائل الحب، وفسحة للفضفضة للأصدقاء. وإن لم يكن لديك مانع، فهي مناسبة للترحم على الأموات، وتمني الشفاء للمرضى، ورجاء الفرج لشعب يُعاني.
أنا أيضا نشأت نشأة سلفية، تمّ فيها تلقيني الحقد على الإيرانيين وبغض معتقدهم وكُره كلّ ما يتعلق بهم، وتلقيني أن الشيعة أشرار لأنهم يبيحون زواج المتعة، وتلقيني أنهم كذابون يفترون على الصحابة، وتصديع رأسي بقصص وروايات عبد الله بن سبأ... لكن ما أنبل فتح القلوب بخطابات الحب، وتنوير العقول بمحاربة الخرافة.
عندي انطباع أن الجمهورية الإيرانية من دول العالم الإسلامي القليلة المبنية على حضارة حقيقية، على غرار الجمهورية التركية. لا أدري لماذا، لكن لعله بسبب الامتداد التاريخي لها إلى الحضارة الفارسية العريقة. لعله بسبب ما أنجبته تلك الأرض من علماء أفذاذ حفظوا ماء وجه الحضارة الإسلامية، على غرار الخوارزمي وابن الهيثم، وغيرهم من العلماء الذين كانوا شرفا للمسلمين. لعله بسبب مواقف إيران وذكائها - وإن شئت فقل: خبثها - السياسي، مقارنة مع غباء غريمها السعودي. لعله بسبب إصرارها على السعي نحو امتلاك القنبلة النووية، لعله بسبب صمودها في وجه الولايات المتحدة الأمريكية... أعلم أنني سيء في السياسة، ولكنها مجرد انطباعات وليست آراء سياسية.
لي رأي قديم خاص، وليس مجرد انطباع، مفاده أن الشيعة ليسوا مسلمين، وأن التشيع ليس مذهبا، وإنما ديانة قائمة بذاتها، تقابل الإسلام كدين، ولا تقابل السنة كمذهب.
فاللهم ارحم الموتى، واشف المرضى، وفرّج كربة المكروبين.
شوهد المقال 1212 مرة
التعليقات (1 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك