نوري دريس ـ الأيام الأخيرة لنظام الفساد

د.نوري دريس
النظام قي مأزق، و الضغط يزداد عليه. اللغة العشوائية التي بات يخاطب بها الجزائريين، تعكس تخبطه وافتقاده لاية خطة لانقاذ نفسه و اخراج البلاد من الوضع الحالي...
المظاهرات السلمية أوصلت النظام الى الههاوية... و يحاول اليوم ان يوقفها باستعمال كل الوسائل، لانه في نظره، قدم كل التنازلات، سجن جنرالات، وزراء اولون، وزراء،... وهذه الاجراءات في نظره كافية لكي يعود الجزائريون الى منازلهم.
يعتقد النظام ان مطلب الجزائريين تقني محظ، تمت الاستجابة له. هو لا يستطيع فهم ان المجتمع يطالب بتغيير نمط تسيير الدولة بشكل جذري...هو لا يستطيع فهم ان الاجراءات التي قام بها الى غاية الآن هي بالنسبة للجزائريين قضية داخلية تخص النظام، اما مطالبهم فهي تذهب الى ما وراء ذلك بكثيير.
الأزمة بالنسبة للسلطة تكمن في " خيانة مجموعة من المسؤولين الذين اختارهم الجيش للأمانة" ، و قد عاقبهم الجيش على ذلك، و يعد الجزائريين بأن لا يتكرر ذلك مجددا، و لهذا لم يعد هنالك داع للتظاهر و رفع مطالب تعجيزية، لا يفهمها النظام اصلا من مثل دولة مدنية مشي عسكرية، السلطة للشعب،....
والجرائريون بالنسبة للنظام، تمادوا في التظاهر و في مطالبهم، وليس هذا هو الشعب الذي يعرفه: شعب شكور لقيادته، و يثق فيها وفي وعودها بعدم تكرار خطأ العصابة...لا شك ان ثمة ايادي خارجية اخترقت المظاهرات و دست مطالب مشبوهة في اوساط المتظاهرين...هذا يفكر النظام...
لا أعتقد أن قائد أركان في دعوته اليوم لمنع رفع رايات غير الراية الرسمية يستهدف منطقة معينة، او يعكس حقدا على الراية الثقافية الامازيغية...لا اعتقد هذا اطلاقا... بل فقط، وربما، يعتقد ان هذا من شأنه ان يضعف التجنيد في المسيرات الاسبوعية و يعيد الجزائريين الى ديارهم، لانه بعتقد ان استمرارها يحول دون تفرغ الجيش لاعادة ترتيب الساحة السياسبة و اختيار مسؤولين جدد يسيرون الشأن العام...
ليس هنالك اي نظام سياسي يحب المظاهرات والمسيرات ضده، بما في ذلك النظم الديمقراطية، ومابالك نظام يعيش في ازمة، استهلك كل موارده التي تسمح له بتجديد نفسه، بما في ذلك العنف والقمع...
الجزائر ليست في أزمة، بل تعيش مرحلة انبعاث جديدة، تتطور بشكل طردي مع انكماش نظام الفساد وتآكله.
شوهد المقال 1355 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك