توفيق محمد ـ السونامي الماليزي: تحالف الأعراق، الخلفيات والأجيال 2/4 : التحديات التي تنتظر الحكومة لتحقيق وعودها الانتخابية

- قضية شركة النمو الاستراتيجي 1MDB؟ وهي شركة استثمارية تمتلكها الحكومة، ويرأس هيئتها الاستشارية رئيس الوزراء السابق نجيب رزاق، تمتلك عدة استثمارات في قطاعات حيوية، والتي كانت بمثابة السيف الذي قطع رأس الحكومة نتيجة تحقيقات دولية عن رشاوى وتبيض أموال قدرت بـ3.5 مليار دولار. وقد عرفت المعارضة كيف تثير القضية، وخاصة أن دول خارجية أكدت على وجود ممارسات مشبوهة، وطالبت من الحكومة الماليزية التعاون في التحقيقات المفتوحة من طرفها، والذي قابلته الحكومة الماليزية بتشكيل لجنة برلمانية أغلقت الموضوع لصالح الحكومة. فجبهة المعارضة عرفت كيف تثير القضية، وخاصة على المستوى الإعلام والتحقيق الخارجي، ولكن رغم نجاح المعارضة في إثارة القضية، لم تضع جبهة المعارضة خريطة طريق لكيفية استرجاع الأموال المنهوبة؛ لأن المواطن لا تهمه الإدانات القضائية بقدر ما يهمه استرجاع الأموال المنهوبة.
- إن تلويح المعارضة أثناء حملتها الانتخابية بإمكانية الغاء أو مراجعة المشاريع الصينية الكبرى والمقدرة بمليارات الدولارات، وخاصة ما اعتبر رهنا للسيادة الوطنية الماليزية، يعتبر تحد حقيقي من الناحية العملية، فالمشاريع الصينية المختلفة انطلقت منذ سنة 2015، ويتوقع انهاء بعضها مع حلول سنة 2019، وبعض هذه المشاريع حساسة وهي حلقة في مشاريع كبرى، مثل مشروع ميناء ملاكا، والذي يدخل ضمن مشاريع احياء طريق الحرير الصيني.فليس من السهولة الغاء هكذا مشاريع أو حتى تعديلها.
- إن شعارإعادة الاعتبار للولايتين الماليزيتين المهملتين تنمويا Sabah &Sarawak من طرف جبهة المعارضة، والتركيز على هاتين الولايتين لم يكن من فراغ، فقد ظلت هاتين الولايتين مركز قوة ودعم للجبهة الحاكمة منذ عهد مهاتير محمد الذي كانت له اليد الطولى في ادخال الحزب الحاكم إلى الولايتين أثناء فترة حكمه الأولى، وهذا في حد ذاته تحد كبير في التعامل مع هاتين الولايتين، فلا يعقل من يعتبره سكان الولايتين سببا في بؤسهم الاقتصادي وضياعهم الثقافي من خلال توطين جنسيات أخرى لأغراض انتخابية، أن يصبح منقذا وبديلا مقبولا. ولعل تحاشي جبهة المعارضة ذكر اسم مهاتير محمد كزعيم للمعارض أثناء الحملة الانتخابية في هاتين الولايتين، كانت من دواعيه عدم شعبية مهاتير محمد في هاتين الولا يتين خلاف شعبيته في بقية الولايات. فهل سيتصالح مهاتير مع هاتين الولايتين، وما يمكنه أن يقجم لهما هو ما يضع حكومة مهاتير في المحك أمام هاتين الولايتين.
شوهد المقال 1045 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك