توفيق محمد ـ السونامي الماليزي: تحالف الأعراق، الخلفيات والأجيال ماذا حدث؟
بواسطة 2018-05-12 02:58:58

د. توفيق محمد
1
الفوزالتاريخي لتحالف المعارضة، والذي يرأسه مؤقتا مهاتيرمحمد ، يعتبر سابقة تاريخية بماليزيا، فقد قوض هذا الفوز تحالف حاكم، حكم ماليزيا منذ استقلالها إلى يومنا هذا. أغرب ما في هذا الفوز أن يقوده أركان الحزب الحاكم umno لوقت قريب، وبرئاسة ثعلب سياسي يبلغ من العمر تسعين ونيف، كان أيقونة النظام الحاكم لما يزيد عن 22 سنة. لم تتوقع أكبر مواقع الدراسات لحالات جنوب شرق آسيا هذا السونامي الانتخابي، وخاصة أن الجبهة الحاكمة استعملت كل الطرق والأساليب التي ورثتها عن زعيمها السابق محاتير محمد. العملية الانتخابية تم اغلاقها بإحكام لحساب التحالف الحاكم من خلال جملة إجراءات قانونية وتشريعية، بدأ باعادة تقسيم الدوائر الانتخابية وصولا إلى قانون تجريم التشهير ومراقبة ومعاقبة ما ينشر..كل الترتيبات كانت جاهزة للاحتفال بتجديد الثقة في الجبهة الحاكمة وعلى رأسها الحزب الرئيس umno وأكثر التحاليل تشاؤما كانت ترى أن تحالف الحكومة سيفوز ولكن ليس باللأغلبية، وخاصة أن الولايتين المتميزتين sabah & sarawak.ظلتا عبر العقود المختلفة مركز احداث الفارق في العملية الانتخابية برمتها، وولاؤهما للجبهة الحاكمة مطلقا وغير قابل للتشكيك.

2
ماذا حدث، ومن قلب المعادلة و ماهي تداعيات هذا الفوز داخليا وخارجيا .
لكي نفتهم دواعي السونامي الماليزي، يجب علينا أن نفتهم المحاور التي بني عليها مانفستو جبهة المعارضة، والتي يمكن اجمالها في العناصر التالية:
- إلغاء ضريبة السلع والخدمات Goods and Services Tax (GST) والمقدرة بنسبة 6% التي فرضتها الحكومة، وكان لها تأثيرا سلبيا على حركية السوق مما نجم عنه ارتفاعا محسوسا في السلع والخدمات
- التحقيق في فضيحة شركة الاستثمارت الحكومية MDB1 التي خسرت مئات ملايين الدولارات والعمل على استرجاع الأموال ومحاسبة المتورطين فيها.
- دعم وتحريك برنامج تهيئة الأراضي الفيدرالية FELDA، هذا البرنامج الذي أعد خصيصا لأجل محاربة الفقر، من خلال تشجيع زراعتي زيت النخيل والمطاط، والذي عرف تحولا في نشاطه واستقلال ماليا، والذي رعاه وطوره محاتير محمد خلال فترة حكمه، فأصبح يعتبر مصدر دخل معتبر للكثير من العائلات الماليزية القروية منها خاصة، والذي عرف اهتزازا وخسارات على عهد نجيب عبد الرزاق بسبب قضايا روشاى مختلفة تورط فيها مسؤولون رسميون وغير رسمين من الحزب الحاكم. وبمسح بسيط لنتائج الانتخابات، نجد أن غالبية المناطق الريفية التي يتمركز فيها هذا البرنامج صوتت لتجمع المعارضة.
- الغاء أو مراجعة المشاريع الصينية الكبرى والمقدرة بمليارات الدولارات، وخاصة ما اعتبر رهنا للسيادة الوطنية الماليزية من خلال تملك الشركات الصينية لأراض ماليزية.
- إعادة الاعتبار للولايتين الماليزيتين المهملتين تنمويا sabah &sarawak من طرف الحكومة المركزية، وإعادة التأكيد على مبدأ الأفضلية لهاتين الولايتين.
- مراجعة كثير من القوانين المتعلقة بالحريات، والعمل السياسي، وحتى الوضع التفضيلي القاوني التي تتمتع به الطبقة الملكية.
هذه على الإجمال القضايا التي حواها مانفستو المعارضة، وهي قضايا تتعلق في شقها الاقتصادي بالقدرة المعيشية للمواطن، وفي شقها القانوني بحملة تطهير ومحاسبة واسترجاع المال العام، وفي شقها السياسي مشاريع اعادة التجانس بين مكونات المجتمع الماليزي، والذي لوحظ اهتزازه من خلال التدافع السياسي بين المعارضة والحكومة، حيث ظهر جليا اصطفاف غالبية المكون العرقي الصيني مع المعارضة، والمكون الملايوي وبقية الإثنيات مع السلطة، قبل أن يحدث الانشقاق داخل الحزب الملايوي Umno وذلك بتأسيس محاتير محمد وحرسه القديم لحزب جديد أخذ شريحة لابأس بها من المكون الملايوي، وأضافها للمعارضة التي كانت ترأسها شريحة لمكون ملايوي مختلط بالمكونات الأخرى، دون أن ننسى المكون الإثني في ولاية sabah والذي تجمع حول حزب إثني جديد شكله شافعي أبدال بعد أن استقال من الحكومة والحزب الحاكم تجاوبا مع طرح محاتير محمد ومحي الدين ياسين بضرورة التحقيق في روشاى اتهم بها رئيس الوزراء نجيب تون وزاق

يتبع ..
التحديات التي ستواجه تحالف المعارضة في المستقبل
شوهد المقال 956 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك