نبيل نايلي ـ أين يمضون بالمنطقة بعد الانسحاب الأمريكي؟
بواسطة 2018-05-10 03:46:19

د. نبيل نايلي
"أنصح الإيرانيين بعدم إعادة العمل ببرنامجهم النووي، أنصحهم بذلك بقوة.. ستكتشف إيران ذلك." الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
بعد يوم فقط على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس يعلن: "إن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع حلفائها لمنع ايران من حيازة أسلحة نووية".
أمام لجنة في مجلس الشيوخ قال الوزير: "سنواصل العمل إلى جانب حلفائنا وشركائنا لنضمن عدم تمكن إيران من حيازة سلاح نووي، وسنعمل مع آخرين للتصدي للنفوذ المؤذي لايران..هذه الادارة تبقى ملتزمة باعطاء الأولوية لأمن ومصالح ورفاهية مواطنيها”.
يبدو أن ماتيس صم أذنيه عن أقوال السناتور الديموقراطي ديك دوربن الذي أعلن "إن قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق "لم يكن خطأ فحسب بل هو عمل متهوّر"
وتجاهل تماما تساؤل دوربن عما "إذا كانت أمريكا قادرة على العمل بشكل مقنع مع حلفائها في المستقبل بشأن إيران"!
عن أي "حلفاء" يحدثنا ماتيس؟ اللهم إذا كان يقصد هؤلاء الذين يصطفون وراء ترامب وقراره؟ هل استشارهم قبل أن يأخذ هذا القرار وقدّر تبعاته عليهم أولا؟ ثم
كيف تؤكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن "إيران ملتزمة ببنود الاتفاق النووي، حتى الآن، مشيرة إلى أنها "تنفذ الالتزامات التي تعهّدت بها مع الدول الكبرى المشاركة في الاتفاق" في الوقت الذي يعلن فيه ماتيس: "لم نشهد أي تراجع أو خفض لأنشطة إيران المؤذية في أنحاء المنطقة"؟
كيف يجزم الوزير أنّ "هذه الإدارة تبقى ملتزمة بإعطاء الأولوية لأمن ومصالح ورفاهية مواطنيها"؟ وهي التي قد تجرّ المنطقة من حرب إلى أخرى؟
ما الذي يجعل المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل- وهي من الحلفاء- عن "أسفها من قرار الرئيس الأمريكي الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، وتؤكد أن "برلين ستظلّ مُلتزمة بالصفقة"؟
قبل ذلك وبعده هل يعي هؤلاء المنتشون بهذا القرار وهم يعلمون أن خوض أي معركة ستدور رحاها بين ظهرانينا وما سينجر عنها؟
قرار ترامب لا يطيح فحسب بأكثر من 10 سنوات ونصف سنة من جهود دبلوماسية لبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وإيران وروسيا والإدارة الأمريكية السابقة، ولا يعرض فقط للخطر استثمارات خارجية بمليارات الدولارات في إيران إنما سيفاقم –لا شك- التوتر في الشرق الأوسط.
إعلان الحرب، وهذا الإعلان هو الخطوة الأولى والرئيسيّة لمُخطّط الحرب على طهران، بالطّريقة نفسها التي جَرى من خِلالِها العدوان على العِراق وسوريا وليبيا وغرانادا، تَحت عنوان وبذريعة "أسلحَة الدّمار الشّامل"، كيماويّة كانت أو نوويّة!
إيران لم تكن الخطر الذي يُهدّد أمن وسَلامة "المجتمع الدّوليّ"، وإنّما كان دائما الكيان الغاصب المحتَلّ هو من يمارِس القتل يوميًّا، وترامب وإدارته كما الإدرات الأخرى هي التي تتبنّى بالكامل مُخطّطاته وسياساته التنكيلية والعنصرية .من يدفع فواتير هذه القرارات الرعناء هم نحن أولا وأخيرا والمستفيد كان ولا يزال الكيان .
لا يغرنّكم تهليل الحمقى!
شوهد المقال 1126 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك