محمد زاوي - احتفالات عيد العيد النصر ورسائل الكريملن
بواسطة 2015-05-12 23:14:37

محمد زاوي
في عرض عسكري وصف بأنه الأضخم في تاريخ روسيا تم احياء الذكرى السبعون لعيد النصر على النازية في الحرب العالمية الثانية, حيث شهدت الساحة الحمراء بالعاصمة موسكو استعراضات عسكرية شارك فيها 16 الف عسكري و 150 طائرة ومروحية ومايقرب ال200 قطعة من المعدات الحربية.
الاستعراض حضره 30 زعيم دولة يتقدمهم الرئيس الصيني شي جين بينغ الذي جلس الى جنب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أين كان الحديث طوال فترة الاستعراض بين الرجلين, في رسالة واضحة حول العلاقة الوطيدة بين النظامين الروسي والصيني الذين يشتركان في العديد من المواقف تجاه القضايا الدولية والاقليمية.
الذكرى ال70 للنصر في "الحرب الوطنية العظمى" كما يطلق عليه الروس يأتي هذا العام في ظروف خاصة تعيشها العلاقات الروسية الغربية جراء الأزمة الأوكرانية التي القت بضلالها على الاحتفالات, حيث غاب عنها الزعماء الغربيون وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
الاحتفال حمل العديد من الرسائل السياسية سواء على المستوى الداخلي في روسيا و المستوى الخارجي في ظل العقوبات الغربية على موسكو بعد ضم شبه جزيرة القرم ودعمها الانفصاليين في شرق أوكرانيا.
فداخليا استغل بوتين المناسبة لاثارة المشاعر الوطنية التي ازدادت منذ ضم القرم في ابريل الماضي , وكذا تأجيج المشاعر المناهضة لأمريكا والغرب حيث يرى الكثير من الروس حجم ما يسمونه تقليل الغرب من دورهم في النصر على النازية.
خا رجيا حمل العرض العسكري الفريد من نوعه رسائل جمى الى الغرب بحيث استعرضت روسيا "عضلاتها " وأبانت عن قدراتها العسكرية الكبيرة من خلال اضهار 15 نوعا من الاسلحة المتطورة والفتاكة منها النووية .
خطاب بوتين خلال الحفل كان هادئا من جهة تجاه الغرب عبر اشادته بمساهمات الحلفاء في الانتصار على النازية ودحر هتلر , ومن جهة ثانية حمل رسائل التحدي من خلال تأكيده على ضرورة تجاوز القطب الواحد الذي أثبت فشله بحسب زعيم الكريملن.
لأول مرة ومنذ 25 عاما من سقوط الاتحاد السوفياتي غابت أوكرانيا عن احتفالات عيد النصر بسبب العلاقة المتدهورة مع الجارة الكبرى التي تتهمها كييف بدعم الانفصاليين في الشرق الأوكراني واحتلال شبه جزيرة القرم .
موسكو بدت واضحة خلال هذه الاحتفالات بسياستها الرافضة لتوجهات سلطات اوكرانيا الجديدة واستفزازاتها المستمرة لما تسميه مشاعر الروس والأوكران على حد سواء, خاصة وان أوكرانيا ولأول مرة منذ استقلالها تلغي الاحتفال في التاسع من شهر ماي بعيد النصر, وبدلا من ذلك احتفلت على الطريقة الاوروبية يوما قبل ذلك, في توجه رافض للتاريخ السوفياتي في اوكرانيا.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يذكر في معرض حديثه حول تضحيات مختلف الشعوب في الحرب العالمية الثانية اسم أوكرانيا التي فقدت مايزيد عن العشرة ملايين شخص في كفاحها ضد الغزو الهتلري , في رسالة واضحة حول حجم الخلاف مع الجارة الصغرى الذي وصل الى حد وصف السلطات الجديدة في كييف بالفاشية .
الاستعراض العسكري الروسي يحمل دلالة واضحة عن عودة روسيا للساحة العالمية منذ اعتلاء بوتين سدة الحكم في البلاد خلفا ليلتسين بعد ربع قرن من سقوط الاتحاد السوفياتي.
شوهد المقال 1085 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك