حارث حسن ....ايران و العراق ...معدل النمو السكاني

د.حارث حسن
أليس لافتا ان معدل الولادات Fertility rate في ايران التي يحكمها "رجال الدين" ، قد تراجع من 5.6 طفل لكل امرأة في الفترة 1985-1990 ، الى 1.59 حالياً ، ما يعني ان ايران ان واصلت هذا المسار ستتوقف عن النمو السكاني بحلول عام 2030 ، وبالتالي ستكون لديهم قدرة على مواجهة أزمة غذائية قد تتفاقم في السنوات المقبلة (العديد من البحوث التي صدرت مؤخراً ترى ان الاضطرابات التي انطلقت في البلدان العربية لها بعد غذائي وتتعلق بالفشل المتزايد من الانظمة في استيعاب النمو السكاني وضمان الأمن الغذائي للمواطنين).
الآن قارنوا ذلك بالعراق ، تشير التقديرات ان معدل الولادات في العام 2010 بلغ 4.53 طفل للمرأة الواحدة، ويحتمل ان يتناقص في السنوات المقبلة لكن ليس بالمعدل الكافي للحد من النمو السكاني ، من المتوقع أن يبلغ عدد سكان العراق في العام 2030 حوالي 55 مليون نسمة ، ان تواصلت معدلات الولادة العالية .هنالك بلد واحد في المنطقة (اليمن) يفوق معدل الولادات فيه نظيره العراقي .
دققوا في هذه الارقام جيداً ، من لديه خبرة بالاقتصاد وعدد براميل النفط وتقلب اسعاره ومستويات الانتاج وقوانين العرض والطلب، يمكنه ان يستخدم حاسبته لمعرفة المسارات المستقبلية المحتملة. السؤال ، كيف أمكن لحكومة "الملالي" - كما اعتاد الاعلام العربي أن يصف الحكومة الإيرانية – ان تنجح بالحد من نسبة النمو السكّاني رغم عقيدتها الاسلامية ؟ ام ان الامر يتعلق بعوامل ثقافية تخص الايرانيين ولا تتعلق بسياسات حكومتهم؟
السؤال الذي يهمنا أكثر، كيف يمكن اقناع غالبية العراقيين ان "الطفل لا يأتي الى الدنيا ورزقه معه" ، وقبل ذلك اقناع مسؤولين حكوميين ونواباً يعجزون عن الاتفاق على تنظيم احصاء سكاني ، بأن الدولة العراقية بحاجة الى ابطاء النمو السكاني وان العدد الكبير من السكان ليس دلالة على "العظمة" ؟
شوهد المقال 1221 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك