فارس شرف الدين شكري ـ المخزن المغربي والعزلة الأخلاقية
بواسطة 2021-01-23 00:46:07

فارس شرف الدين شكري
يعجبني إخواننا في المغرب حين يتحدثون عن عزل الجزائر ديبلوماسيا، كأنهم يبررون سقطتهم الأخلاقية الكبرى أمام مغاربة الداخل، من أجل تبرير التطبيع مع الكيان الصهيوني...
أتمنى من إخواننا المغاربة أن يباشروا استطلاعا في الرأي، عالميا، كي يعرفوا قيمة المغرب وقيمة الجزائر في العيون العربية، وآمل أن ينقبّلوا كره تلك الشعوب للعار الذي حدث في المغرب من قبل ملك، لم يستشر حتى شعبه حين باشر وضع يده في يد نتنياهو، بفضل هدية مجانية من مجنون يدعى ترامب ونسيب متصهين ، كانا أصحاب مهمة يهودة القدس ...
الجزائر لم تتسبب في أي عار لها تجاه الآخرين، بل كانت دائما داعمة لحريات الشعوب المضطهدة والمستظعفة. والمغرب ، حين يؤكد على الحكم الذاتي للصحراء، فهو تقرّ ضمنيا، مثلما كان يفعل المستعمرون القدماء، بأنه مجرّد محتل (وهو الأمر نفسه الذي قامت به فرنسا تجاه المغرب أثناء فرض حمايتها عليه !!!)..المغرب يدين احتلال منطقة دون أن يعلم ...!! ...
الجميل أيضا في صخافة العار المغربية التي تهلل للتطبيع، أنها تعتقد بأنها فعلا، حين يتم مساندة الحكم الذاتي للصحراء، على أغلب الكيانات المتصهينة، بأنها كسبت سندا ديبلوماسيا في قضية ضخمة ومذهلة، يمكن لها أن تساعدها على القضاء على كل المشاكل التي يعاني منها المغرب، وعلى رأسها: كون المغرب المنتج الأول للقنّب الهندي في العالم، مما يهدد أي جار لهذه الدولة، وعلى رأسها أوروبا والجزائر ..،حين يتحدث عن الحكم الذاتي !!!
ينسى المغرب أيضا، أن صمام الأمان تجاه الإرهاب، والذي يقف في وجه إرهاب الساحل، هو الجيش الجزائري الذي يعدّ الرابع عشر في العالم ، والأول عربيا، والذي اكتسب خبرة جيدة جدا خلال السنوات الفارطة لمكافحته الإرهاب، ويصرّ على نقد جارته الشرقية بسبب هذا فقط، من أجل التغطية على غيرة مخزنية لا اساس لها، بقدر ما هو ملزم بالتعاون مع الجيش الجزائري، من أجل التمكن من الوقوف في وجه مهدد واحد للمنطقة: الإرهاب الموحّد، الذي تقف له الجزائر على مستوى أربع جبهات كي لا يتسرطن شمال إفريقيا كله...
.اما عن التجربة الديموقراطية الجزائرية، فلا زلت عند رأيي، أنها الوحيدة عربيا التي تستحق التنويه والتشجيع ، رغم كون كل الأنطمة العربية ، أنظمة بوليسية وقمعية -ومثال المغرب الشقيق القمعي الذي يضرب به المثل، في هضم حقوق الإنسان، وتعذيب الشرطة، وغياب حقوق الإنسان في الزنزانات المغربية التابعة للشرطة البوليسية- لن يكون هو المثال الجيد- خاصة بعد الحوادث القريبة للريف التي تم فيها سحق مواطن في آلة طاحنة من قبل الشرطة، وما تبعها من قمع للمواطنين في منازلهم ومطاردتهم والمحاكمات الجماعية التي سجن فيها أغلب محركيها-..وطبعا، عنف الشرطة المغربية ليس بجديد..!
لا ينبغي الحديث عن عزل الجارة الشرقية، إلا أمام مغاربة الداخل يا صحافة المخزن، لأن المعزول أخلاقيا ، والمسنود من قبل كيانات متصهينة حشرية، لا يعدّ مسنودا من قبل قوى التحررر الحقيقية، ورغم كل هذا أقول: يجب العمل على زحزحة صخرة الاختلاف هذه بيننا، مهما حدث، وفتح الحدود، وتصفية الأجواء، والابتعاد عن اقتصاد الممنوع الذي يعدّ هو المانع الحقيقي للاتحاد، وتبادل الخبرات الآكاديمية بشكل فعال، خاصة في مجال العلوم الإنسانية، والعمل على تقنين تجرية ديموقراطية حقيقية ، بعيدا عن التشجنات، والترسبات التاريخية القاتلة التي يحملها العنصريون في كلا الجهتين...والخاسر الأكبر، مادام الوضع على حاله: هو الشعوب المغاربية ، التي يربطها الدم والقرابة والمعتقد...
شوهد المقال 410 مرة
التعليقات (1 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك