صحيفة الوطن الجزائري : وليد عبد الحي ـ حماس : الطريق الى جهنم معبد بالنوايا الحسنة وليد عبد الحي ـ حماس : الطريق الى جهنم معبد بالنوايا الحسنة ================================================================================ وليد عبد الحي on 04:33 27.09.2020 أ.د.وليد عبد الحي تنبئ اجتماعات تركيا بين الفصائل الفلسطينية ، وقبلها اجتماعات بيروت، وسلسلة البيانات والتصريحات من القيادات الفلسطينية خلال الايام القليلة الماضية عن فصل جديد من فصول " تفكيك القضية الفلسطينية"، ولعل الاعلان عن انتخابات تشريعية ورئاسية خلال ستة شهور تنطوي على ايحاءات بان ايقاع الضغوط الاقليمية والدولية على القيادات الفلسطينية يتسارع مع تسارع ايقاع التطبيع .لقد سبق لي وفي دراسة نشرها مركز الزيتونة " قبل ثمانية شهور تماما " ان كتبت حول صفقة القرن ما يلي حرفيا :" مزيد من الضغط الأمريكي على الدول العربية لتسريع وتيرة التطبيع الواسع، وصولاً لتحالفات عسكرية تندمج في إطار توسيع عمل الناتو شرقاً وجنوباً، ومزيد من الضغط على كل دولة كإيران او جهة عامة أو خاصة تقدم أي مساعدات للفلسطينيين ... وستعلو أولوية التطبيع العربي مع اسرائيل على اولوية تسوية الصراع العربي الصهيوني ليجد المفاوض الفلسطيني نفسه في وضعية أكثر ضعفا ودون أي سند إقليمي مما سيدفعه نحو تقديم المزيد من التنازلات وبالتالي الاستمرار في تفكيك المشروع الفلسطيني".لا أظن فلسطينيا واحدا يعارض تجديد البنية السياسية الفلسطينية ، لكني ارى أن البيئة النظيفة لهذه الانتخابات المقترحة لا يمكن تحقيقها إلا إذا تمت على الاسس التالية: أ‌- منع أي فلسطيني ممن شارك او ساهم بأي شكل في مفاوضات أوسلو واتفاقاته من العودة للساحة السياسية، لقد فشلوا فشلا ذريعا ومخزيا، وكشفوا عن تخلف عميق للغاية في وعيهم الاستراتيجي إن أحسنا النية أو عن ارتباط وظيفي بالاستراتيجية الاسرائيلية إنْ اسأنا النية إساءة عقلانية لا غرائزية.ب‌- منع أي موظف فلسطيني شارك بأي شكل من الأشكال في أجهزة وعمليات التنسيق الامني مع الاحتلال من أن يشارك في الانتخابات أو يتبوأ أي دور فيها.ت‌- أن يتم الاعلان من جميع التنظيمات وعلى رأسها حركة فتح " الجديدة" بعد أن تتطهر من جراثيم أوسلو أن "المقاومة المسلحة " هي خيار استراتيجي ، ولا يجوز ان نتخفى وراء بيانات عن الحق في " جميع اشكال المقاومة" لنترك باب الهرب لأيتام أوسلو ان يختاروا من " menu " المقاومة ما يتدثرون به ليواروا سوءاتهم.ث‌- ان يسمح بإدراج اسماء قيادات الصف الاول من التنظيمات الفلسطينية الاسيرة في سجون الاحتلال في القوائم الانتخابية التشريعية والرئاسية، وهو ما يعبر عن احترام الشعب لآلامهم ، وتقديرا لمكانتهم ، وفضحا لسياسات العدو امام العالم..ج‌- أن تتم مراقبة الانتخابات من جهات دولية غير حكومية مثل هيئات حقوق الانسان ومنظمة العفو الدولية وصحفيون بلا حدود بل ودعوة مفكرين وعلماء من كل الجنسيات لنفس الغرض.إذا تمت هذه الشروط، فلا بد من قبول رأي الغالبية ايا كان هذا الرأي ، طالما أن هذا الرأي يعبر عن إرادة حرة للشعب الذي يموت ويُعتقل ويُعذب ويُنفى ولا يعبر عن نخبة ال( VIP).وثمة جانب آخر يستحق التنبه له وهو التنظيمات التي قد لا توافق على المشاركة في الانتخابات نظرا لهواجس لديها، فهل حركة الجهاد الاسلامي وهي القوة الثالثة في سلم القوى الفلسطينية موافقة على مشروع الانتخابات ؟...هذه مسألة لا بد من حلها وإلا ستعود مشاهد الاقتتال مرة أخرى...ربما.