عثمان لحياني ـ الموجة الثالثة للتطبيع

الخطوة الاماراتية هي مقدمة للموجة الثالثة ، من الواضح أن هناك دول عربية ومغاربية ستلحق بالركب قريبا، الثابت هي البحرين وسلطنة عمان والسودان ، وهناك الكثير من المؤشرات في علاقة بالمغرب وموريتانيا ، وهذا يعني أن اسرائيل ستكون قريبة من الجغرافيا الجزائرية، وان كانت الوقائع تثبت انها لم تكن بعيدة أبدا .
الامارات بالنسبة لاسرائيل الآن هي كيان وظيفي مهمته تسهيل الموجة الثالثة وتوفير نقطة ارتكاز لمواجهة محتملة مع قوى أخرى، تصريحات الدوائر الاستراتيجية في اسرائيل تؤكد ذلك، وتوضح بأن الامارات أصغر بكثير من أن تلعب دور في رسم حدود لاسرائيل أو اجبارها على التوقف عند نقطة ما (يمكن ملاحظة نفي الاسرائيليين لاي تعهد بوقف الضم مقابل الاتفاق).
كل موجات التطبيع السابقة لعبت فيها المؤسسة السياسية الاسرائيلية الدور المركزي في انجازها، لكن الموجة الثالثة بخلاف ذلك تماما، تتكفل بانجازها المؤسسة الأمنية (الموساد) ، وهذا يعني بوضوح أن اسرائيل اكتفت من الأهداف السياسية وتجاوزت عقدة الجغرافيا ، وهي بصدد البحث عن مرتكزات أمنية تتيح تجفيفا أكثر لكل منابع المقاومة وتغيير العقيدة الأمنية للدول العربيةن خاصة وأن هذه الموجة تأتي بعد تجربة هزيمة في لبنان حفرت عميقا في الجدار الاسرائلي وأعادت انتاج الرعب .
اسرائيل نفسها هي التي ستتولى افشال التطبيع مجددا كما تعودت دائما، وتضع الدول المطبعة في وضعية تسلل خارج الايتيقيا السياسية ، لأنها كيان عنصري تأسس على مشروع توسعي لن يكتفي بما ضم من الاراضي المحتلة حتى الآن ، لكنها ستتوجه الى المغالبة على مناطق أخرى من دول الطوق وليس لها اي التزام بالتزام .
التطبيع متصادم مع الطبيعة و ليس له حاضنة شعبية ، ولذلك فان مصيره سينتهي بالضرورة الى حيث بدأ ، بعد أن تنتهي ظروفه الاصطناعية، وبغض النظر عن المقاومات الشعبية والثقافية والمواقف المناهضة للتطبيع ، فان كل تجارب التطبيع السابقة لم تغير من واقع الصراع شيئا ،هناك مستوى من التضليل في ربط التطبيع بالسلام وكسب مصالح ، مصر والأردن نموذج كما جنوب السودان وعديد الدول الافريقية التي وعدتها اسرائيل بالجنة .
شوهد المقال 300 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك