عثمان لحياني ـ مواجهة ..مصر بيدق مشروع الهيمنة الغربي
بواسطة 2020-07-22 01:03:23

عثمان لحياني
اذا استطاعت القوى الغربية أن تصنع حربا تركية مصرية على أرض ليبيا فلن تتأخر في ذلك مطلقا ، سيكون ذلك انجاز كبيرا لهذه القوى التي تستشعر مشكلات كبيرة بالبروز التركي في الجغرافيا السياسية، تعمل على مزيد انهاك مصر.
مثل هذه الحرب لن يخسر فيها الغرب شيئا خاصة وأنها تدور على أرض ليست أرضه، بالعكس فهي سلة وافرة من الأهداف الكبيرة التي تغذي مشروع الهيمنة الغربي والاسرائيلي، اذ تنسف ما تبقى من جيش مصر بمزيد من الارهاق والكسر المادي والمعنوي ، نتيجة الاعاقة الداخلية وثقل السياسات التي يتحمل نتائجها منذ عقود، ويدخل تركيا في مواجهة خطيرة مع عمق حضاري وتاريخي ، ستتسب في شرخ وجرح جغرافي عميق.
بنفس الطريقة (وبغض النظر عن السياقات) دُفع بالحرب بين ايران والعراق دفعا ،وقام الغرب بتغذية كليهما فكسر الجمعان،
من المهم ملاحظة أن أمريكا موجودة مع طرف الشرق الليبي عبر الربيب الاماراتي والفرنسي لكسر الطموح التركي، وموجودة مع الطرف الآخر عبر تركيا لمواجهة المد الروسي، أعتقد أن قادة تركيا منتبهون لذلك ، الطرف المصري يدرك ذلك أيضا أو تفرض الحسابات والتطورات في علاقة بللأزمة الوجودية (سد النهضة ) عليه ذلك قسرا .
كل تأخير في المواجهة سييتيح مزيدا من الانتباه أكثر ، على أمل أن يستحضر العقل المصري تجارب خائبة ومؤلمة في حرب اليمن والكونغو (تحدث عن تاثيراتها الراحل حسنين هيكل)، وللأهمية التي تكتسيها مصر، لا يجب الاطمئنان الى أن هزيمتها في ليبيا ، أو في الأزمة مع أثيوبيا ستمر دون تأثيرات على الجغرافيا العربية، من الخطأ في التقدير خلط المواقف اتجاه بلد بارضاء واشباع أمنيات تنطلق من خصومة مع نظام .. يذهب النظام وتبقى مصر .
شوهد المقال 427 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك