العربي فرحاتي ـ مرسي رئيس الشعب الشهيد الحي ..
بواسطة 2020-06-20 00:10:54

د. العربي فرحاتي
تحل اليوم ١٧ جوان ٢٠٢٠ الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الدكتور الرئيس محمد مرسي في سجنه مظلوما ضحى من أجل حرية شعبه رحمة الله عليه..وهو أول رئيس "الشعب المصري" مدني..وثاني رئيس من مخرجات الانتقال الديمقراطي - في تونس ومصر - الذي أتاحته ثورات الربيع العربي ..من حيث هي ثورات قامت لتضع حدا للرباعي البائس "رئيس السلطة..ودولة الريع..والشعب الرعية..والثروة الغنيمة ) ومازالت فصول الثورات مستمرة لم تكتمل بعد في مهدها الاول..الرئيسان الشعبيان المصري والتونسي انتخبا بالارادة الشعبية الحرة ضمن مشروع " السلطة للشعب"..وانحدرا من الطبقة العربية الشعبية المسحوقة التي عانت من الحقرة والتهميش في ظل ديكتاتوريات ما بعد الكولونيالية
..فوقعا ضحايا الثورة اللصوصية المضادة العربية. المسندة باللصوصية العالمية.. فالأول ضحية الترابندو السياسي فاغتيل سياسيا..والثاني ضحية تحالف قوى الشر العربية والدولية فاغتيل جسديا..كما وقع المجاهدان عباسي وآيت أحمد - من أجل حرية شعبهما - ضحايا "العسكر " حيث اغتال حقهما في الموت في وطنهما بين شعبيهما..وإذا كانت اللصوصية الديكتاتورية العسكرية العربية تحت حماية اللصوصية العالمية ..استطاعت أن تخدع الشعوب..فمررت انقلابها على الارادة الشعبية في تجربة الجزائر في التسعينيات..واستطاعت بالترابندوا السياسي أن تمرر انقلابها على مخرجات الثورة التونسية..
واستطاعت أن تمرر انقلابها على مخرجات الثورة المصرية وأسقطت مرسي واغتالته..واستطاعت أن تجهض باقي الثورات بقوة العسكر في مهدها..فإنها لم ولن تستطع أن تنقلب على سيرورة التاريخ وصيرورته. فالتاريخ لا يخدع من حيث هو "سنن الله" في تقدم الإنسانية نحو الأفضل ..نحو العيش الكريم الحر. إن في وجوده وإن في وظيفته.وإن في الوعي بالحرية..فلم توقفه مجزرة بن طلحة.ولا مجزرة ساحة الشهداء في الجزائر ..ولا مجزرة رابعة في مصر ..ولا مجزرة الخرطوم في السودان ..ولا دفن الأحياء في درهونة.. ولا عذابات السجن الحربي والباستيل المصري.. ولا حصاد الرصاص في مجزرة سركاجي ..ولا قساوة لومباز وسجن الحراش..ولا النفي إلى رقان وعين صالح في الجزائر.. ولا إلى صحراء سينا في مصر.. ولا الابعاد والحرمان من الوطن والمواطنة..يستطيع ان يوقف مسيرة التحرر الشعبي السلمي..فوعاء الوعي بتاريخ التحرر بالثورات السلمية الشعبية والتعلم من تجارب الماضي يتسع أكثر ..من وعاء تكرار التجارب الحربية الفاشلة..
المتعلمون من أخطاء التاريخ يتزايدون بمتوالية هندسية والمتساقطون في تكرار الفشل يتساقطون بمتوالية هندسية .وهو ما يدل على أن التاربخ ماضي بالشعوب نحو أفضل حالات التكريم الانساني وهو وعد الله الذي لا يخلف وعده
..فالتاريخ كما أنهى عهد العبودية وملكية البشر..وأنهى عهد الفراعنة والأباطرة وأنهى استعمار واستبعاد الشعوب..فإنه لا محالة سينهي حالة الاستبداد ويعلن عن إنهاء مهام الديكتاتوريات العسكرية ..
والتحالفات والتواطؤات الحزبية والدولية..فبين الطفل أحمد الدرة الفلسطيني..والمواطن البوعزيزي في سيدي بوزيد في تونس..والشاب أيوب في تين زواتين في الجزائر.. والرئيس الدكتور المغدور مرسي في مصر ونفي الاحرار خيط وصل قوي سميك بالوعي بحرية الشعوب ويقظتها لا ينقطع..سيبقى مرسي وهؤلاء الضحايا أحياء يرزقون في ضمير كل أحرار الشعوب العربية
..وتبقى دماؤهم الطاهرة تغذي ثورات الحرية والكرامة والعزة ..
..وسيخزي الله كل متجبر متكبر
..وكل عبيد مستعبد حقير ..اللهم ارحم مرسي وجميع من قضى في سبيل كرامة الانسان كما أرادها الله ..اللهم ارفع عنا الوباء ..
شوهد المقال 352 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك