نوري دريس ـ مصر مرهونة السيادة
بواسطة 2020-03-08 02:10:47

د. نوري دريس
ربما من المفيد ان نذكر ان مصر تمتلك اكبر و اقوى جيش في المنطقة العربية, ومع ذلك, فقد تنازلت عن سيادتها علي جزيرتين, و عجزت عن تأمين مواردها المائية في قضية سد النهضة, وجزء كبير من شعبها يعيش تحت خط الفقر ويواجه صعوبات في تأمين قوت يومه
مصادر تمويل الجيش المصري خارجية, تتأتي من مساعدات الولايات المتحدة مقابل معاهدة كامب ديفيد, ومداخيل قناة السويس.
لا تكفي قوة الجيش لحماية السيادة, والدولة التي ليس لها أمن غذائي و استقلالية اقتصادية عن السوق العالمية, هي دولة لن يفنعها لا جيش قوي ولا مخابرات ولا اي شي آخر...
اقتصادنا مرتبط كليا بالمحروقات, بما في ذلك ميزانية الجيش, واي تراجع في اسعار النفط ستأثر علي الميزانية بشكل عام وعلي توازن توزيع الميزانية علي مختلف القطاعات.
لا يمكن للجيش ان يضمن قوته دون الحفاظ علي مصادر تمويله...
واذا كانت مصادر التمويل خارجية( الجيش المصري مثلا) فإن القوة نظرية فحسب ولن تنفع في تأمين شبر واحد من السيادة
اما اذا كانت داخلية, تتأتي من الجهد الانتاجي للمجتمع فإن الجيش يبقي مخافظا علي استقراره و سيادته...
ولكن, ان تتأتي المصادر من الجهد الانتاجي الداخلي, فهذا يستلزم توفر الشروط اليانونية و التاريخية لاشتغال قانون القيمة.
خلق القيمة من الانتاج ليست عملية الية محايدة, بل هي عملية معقدة حدا. مسار العمل le procès de travail لا يشتغل الا في مناخ ديمقراطي. ماذا يعني ذلك?
ما يجب ان نتذكره كذلك, هو ان الديمقراطية ودولة القانون ليستا ترفا un luxe , متعلق فقط بالحرياتية و الحرية الفلسفية...الديمقراطية في الحداثة تجد جدورها العملية داخل علاقات السوق و ليس داخل الفلسفة...
( كي نعود قادر نكمل )
الديمقراطية هي آلية تسوية الصراع السياسي داخل المجتمع
شوهد المقال 638 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك