ستار سامي بغدادي ـ ين أرض الثورة وضباب الأجندات
بواسطة 2019-10-29 23:23:07

ستار سامي بغدادي
مهما اختلفت الآراء في أهداف تظاهرات تشرين ، و شككت في جدوى محاولة الوصول الى أهدافها .. ومهما ارتفعت أصوات عربات (التُكتُك) على دوي من يلهث لحد الآن خلف خلق أجندة “مقبولة” لها ..
و على الرغم من إن الاختلاف في الرأي يؤشر دائماً الى حالة صحية في المجتمعات المتحضرة ، الا إنه وأمام كرامة الدماء التي أريقت في طريق الحرية ، يُـعدّ اصطفافاً خلف حكومات الفساد والمحاصصة والغباء السياسي ، وكل التعليلات لمثل هذه المواقف لا تساوي قطرة من علبة (بيبسي) يحتفظ بها متظاهر في جيبِهِ لتقيه غيوم الغازات "الحكومية" المسيلة للدموع ..
حولت سلسلة التظاهرات كل مرّة عندنا مستوى إدراك الشعب لطريقة اخذ حقوقه الى مرحلة ، فقد عندها تماماً ثقته بكل وعود الطبقة السياسية الحاكمة ، وادرك معها ان من يسلب حقوقه مرة لا يهبها له اطلاقاً مرة أخرى ، وكذلك مكافحة الفساد لا تأتي ابداً من الفاسدين أنفسهم او شركائهم ..
لقد غابت عن اذهان الساسة قوة نبض الشعب وان الاستمرار في سياسة تدجين أجياله عقيم مع كل هذا الذي يأخذونه من عدالة قضيتهم وإيمانهم بها ، لهذا تصاعد بغباء الساسة مؤشر المطالبة بالإصلاح ولم تعد توقفه حتى السطوح العالية لعمارة المطعم التركي ..
لم يكن صعباً على الشعب فهم قواعد لعبة السياسة ، حتى سحب من الساسة تدريجياً كل أوراق لعبتهم وأخذ يبعث عبر الهواء مباشرةً صور تماهيه وتناغمه وشعوره الغائب تماماً عن الطائفية والمناطقية .. وبيّن الشعب كم كان رحيماً بساسته ، رؤوفاً بهم رغم سوء إدارتهم غير المسبوق ، غفوراً بحنثهم للقسم رغم ادعائهم الإيمان ، مدركاً بان كل إمكانياتهم لا تتعدى قوة مليشياوية يسندون عليها ظهورهم هنا ، او دولة إقليمية تلوذ بها ارجل كراسيهم هناك ..
كسرت ثورة تشرين كل تابوهات ساسة الصدفة ، ونجحت بغض النظر عن كل نتائجها وبات مؤكدا اليوم انها اما ستنتصر او ستنتصر ..!!
شوهد المقال 871 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك