فريد بوكاس ـ المغرب : اعتقال الصحفية هاجر الريسوني أسرار وخبايا
بواسطة 2019-10-26 00:21:42

فريد بوكاس ـ صحفي باحث وناشط سياسي مغربي مقيم بالمنفى
إن المغرب يمر بمرحلة خطيرة من الناحية السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والحقوقية ، ولكي يغطي النظام المغربي عن جرائمه ، يحاول حجب أشعة الشمس بالغربال ، وذلك عن طريق نهج سياسة المجون بشتى أنواعها . بعد ظهور ظاهرة حراك الريف التي انتقلت عدواها لعدة مدن مغربية حيث عرفت اختطافات واعتقالات وقتل ودهس و ... أبى هذا النظام إلا أن يستخدم مساحيق التجميل أمام المجتمع الدولي .
لكن ما علاقة اعتقال الصحفية هاجر الريسوني بما يحدث ؟ هل حقا إمارة المؤمنين في المغرب تقدس الدين الإسلامي على وجه الخصوص ؟ وهل هاجر قامت بعملية إجهاض يعاقب عليها القانون الجنائي المغربي ؟
للإجابة عن هذه الأسئلة ، لابد لنا أن نقف وقفة تمعن قبل الإجابة حتى لا نخطأ الصواب وننجر وراء السراب .
لو كانت إمارة أمير المؤمنين تسهر حقا على الشأن الديني في المغرب ، لحاربت كل أشكال وأنواع الدعارة التي أصبحت تساهم بشكل أو آخر في الاقتصاد الوطني وذلك عن طريق السياحة الجنسية ، ويكفي أن مدينة مراكش أصبحت تحتل المرتبة الثانية عالميا في هذا النوع من السياحة التي لم ينجوا منها حتى الأطفال القاصرين . أما ما يتعلق بالإجهاض ، فالكل يعلم أن مثل هاته العمليات تحدث حتى في المستشفيات العمومية مع العلم أن الخبرة الطبية التي أنجزها طاقم يتكون من سبعة أطباء ، أكدوا بالإجماع أن هاجر لم تقم بأي عملية إجهاض . ومع ذلك تم اعتقالها والاحتفاظ بها رفقة الطبيب والممرضة وخطيبها ، بدل متابعتها في حالة سراح إلى أن يثبت العكس .
لكن لماذا تم اختيار هاجر الريسوني بالضبط وتم إصدار حكم في حقها من طرف الإعلام المخزني وهي لم تعض بعد على النيابة العامة لاستكمال إجراءات التحقيق ؟ ومن هي هاجر الريسوني ليتم اخيارها ولماذا ؟
فهاجر الريسوني هي بنت أخ أحمد الريسوني ، الرئيس الحالي للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح وعضو بارز حاليا في الحركة ، وحركة التوحيد والإصلاح تعتبر الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة المحكومة .
وبعد إصدار الحكم في حقها و في حق طبيبها والممرضة وخطيبها ، بدأت حملة تضامن واسعة شملت أولا أعضاء في حركة التوحيد والإصلاح ، وكذا المسماة ابتسام لشكر مؤسسة ما يسمى بالحركة البديلة للحريات
الفردية والتي قالت بالحرف الواحد : "ندرك جيّداً أنّ هذه مسألة سياسية، لكن كحركة نسوية، نشعر بالقلق إزاء الدوافع . غالباً ما تكون النساء ضحية قوانين التحرّر".
فالقضية هنا ليست بقضية إجهاض أو عدمه ، وإنما هي قضية ضرب عصفورين بحجرة واحدة من طرف النظام ، وبما أن الملك يعتبر أميرا للمؤمنين ، والإسلام دين الدولة دستوريا ما يضعه في مأزق ديني ، قامت أجهزته الاستخباراتية وحتى نسمي الأشياء بأسمائها ، نقول جهاز ما يسمى بالإدارة العامة لمراقبة التراب الوطني والتي ينحصر اختصاصها في حماية البلد من التجسس الأجنبي والتصدي له ، رغم أن كل الاختصاصات الأمنية داخليا وخارجيا تتحكم فيها بدون أي سند قانوني .
ولكي يتم ضرب هذا بذلك ، قام النظام الشاذ ، باختيار صحفية ذات توجه ديني وعمها يعتبر من كبار العلماء و عضو بارز في حركة إسلامية ، ليضعوا الإسلاميين في خندق الفضيحة ، والكل يعلم أن الصحافة المخزنية منذ سنوات وهي تعمل جاهدة لتمييع صورة حزب العدالة والتنمية رغم أنه حزب مخزني أكثر من المخزن .
والتضامن مع الصحفية هاجر الريسوني سواء من طرف أتباع حزب البيجيدي أو حركة الإصلاح والتوحيد وكذا من طرف المدافعين عما يسمى بالحريات الفردية ، ما هو إلا وضع حجر أساس لسن قوانين تنظم كل أشكال وأنواع الدعارة في المغرب الذي يقوده أمير المؤمنين . لكن هذه القوانين لن يتم سنها بطلب من الملك كما هو معروف ، بل بطلب من الشعب الذي اتخذت قضية هاجر الرسيوني قضية حريات عامة وليس بقضية حقوقية .
هكذا يريد أمير المؤمنين أن يبني دولة إسلامية اقتصادها مبني على السياحة الجنسية ...
شوهد المقال 1610 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك