محمود مراد - مولانا الإمام الدكتور حسن الشافعي!

محمود مراد
قبل نحو عام حكى لي صحفي فلسطيني زميل، درس في الجامعة الإسلامية بباكستان، عن الأساتذة الذين كان يبتعثهم الأزهر للتدريس في الجامعة في إسلام أباد. قال إن جل همهم كان انتظار الراتب آخر الشهر، أما رسالة العلم تدريسا وتحصيلا فكانت أسفل سلم أولوياتهم .. إلا واحدا! كان يحضر إلى الجامعة في الصباح الباكر قبل الطلاب والأساتذة، بل وقبل عمال النظافة. يؤدي عمله بإتقان وتفان ويعرف الطلاب واحدا واحدا بأسمائهم ويحسن معاملة الجميع كأنه والدهم. وكان يتفقد قاعات الدرس بعد الفجر ليطمئن إلى نظافتها وجاهزيتها للمحاضرات. ظل هذا مسلكه حتى بعد أن أصبح عميدا لكلية الشريعة ثم رئيسا للجامعة.
زميلي الفلسطيني حكى هذه القصة آنذاك بمناسبة خبر مؤسف عن إساءة سلطات مطار القاهرة معاملة هذا العالم الجليل وزوجته وهما في شيخوختهما (الرجل من مواليد عام 1930) حين أنزلوهما من السيارة الكهربائية التي تنقل المسافرين كبار السن من الصالة إلى الطائرة بسبب موقفه من عصابة الانقلاب!
استيقظت هذا الصباح على خبر فصل الدكتور حسن الشافعي من وظيفته في جامعة القاهرة بحجة الجمع بين وظيفتين. الوظيفة الأخرى هي رئاسة مجمع اللغة العربية، أحد مصادر فخر المصريين القليلة في هذا الزمان العجيب، رغم أنه لا يتقاضى أصلا راتبا منها!
هنيئا للرجل مكانه المستحق إلى جوار المعصراوي وسلسلة طويلة من علماء وأنبياء لم يكرمهم أقوامهم الأوغاد في عصور الجهالة والظلام.
شوهد المقال 2612 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك