عادل السرحان - تظاهرات أصلاح أم عودة الى الذات
بواسطة 2015-08-24 21:56:31

عادل السرحان
صورة ما تتشكل الان في الشارع العراقي هي الاقرب الى ملامح المواطن العراقي رغم محاولات التشويش والفذلكة السياسية الفارغة التي يحاول من خلالها المتشبثين بالسلطة واصحاب المشروع الطائفي والذين داروا بنا حيث تدور مصالح دول الجوار ومن ثم مصالحهم الشخصية لركوب موجة المطالبة بالاصلاح وكأنهم خارج دائرة الفساد وان تواضعوا اعترفوا ببعض الفساد في احزابهم ومؤسساتهم وبضرورة الاصلاح ونقد الذات .
ان اخطر مايواجه تطلعات الشعب العراقي في هذه المرحلة هو محاولة تجميل هذا النظام وليس الاصلاح الشامل واستيعاب غضب الشارع العراقي الذي ظن من لايعرف شخصية الفرد العراقي المتمردة على المأ لوف في لحظة ما غير متوقعة ان هذا الشعب قد لبس نظارة سوداء ولم يعد يرى الا ماتوحي به الشياطين.
ان لعبة الطائفية والاثنية بدأت تتصدع بقوة شعارات التظاهرات وسيجد صانعوها أنفسهم خارج مسار الأحداث ولابد للمتظاهرين من وعي كبير وهم قد أبدوا شيئا من ذلك في الايام السابقة يجعلهم يدركون خطورة مايقومون به وذلك لايتحقق الا بوجود قيادات مؤمنة بضرورة الاصلاح والدولة المدنية الجامعة لكل ابناء العراق واذ ذاك لن تنجح محاولات الالتفاف على جهودهم الرائعة.
ان أخطر مايواجه الاصلاح في اللحظة الراهنة هو الدور الايراني عبر أذرعه الدبلوماسية والعسكرية ولا أذهب بعيدا اذا قلت ان قمع التظاهرات بالقوة ملمح خطير من ملامح المشورة الايرانية اضافة الى التمسك بالفاسدين وتحصينهم ضد المحاكمات وعدم اقصائهم من المشهد السياسي المتعفن بالتبعية .
ان قناعة المرجعية الدينية بضرورة الاصلاح عامل مهم في تحفيز ارادة العراقيين لتحقبق طموحاتهم في بلد حر جامع لكل أطيافه وهي ضرورة أدركتها المرجعية ذاتها قبل أن تكون في معزل هي الأخرى على الاقل نفسيا عن حقيقة مايراه ويعانيه المواطن العراقي ومن المهم ادراك هذه الأمر واستثمار دعم المرجعية لتحقيق هدف الاصلاح .
ولاشك ان الأيام القادمة ستسفر عن الكثير من الوجوه الكالحة المخادعة والمواقف المتباينة لأن عامل الوقت وزخم التظاهرات يدنياننا يوم بعد يوم من الحقيقة التي تم اخفاؤها عن العراقيين طيلة السنين التي شكلت مشهد مابعد عام 2003 .
شوهد المقال 1174 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك