أحمد سعداوي - على النظام الفاسد أن يصلح نفسه. لا أن ينشغل بتبييض سمعته
بواسطة 2015-08-15 22:26:32

احمد سعداوي
ليس حباً بالفسبكة وانما هي بربورة تريد ان تخرج:
باختصار: هذا النظام السياسي، بكل أحزابه، فاسد حتى العظم، وتوقفت عتلاته الداخلية للاصلاح الذاتي عن العمل منذ "لحظة المالكي" واستمر العبادي بالعمل داخل جسد الدولة التي صنعتها لحظة المالكي، لهذا هو لم يعمل شيئاً طوال عشرة أشهر من عمر حكومته، ليس لإنه لا يريد العمل وانما لأن ادواته غير صالحة للعمل.
ولأن لحظة المالكي مستمرة من خلال حكومة العبادي فإن الناس فاض صبرها وخرجت غاضبة، وكرة الغضب تكبر وتتسع، ولسان حالها؛ أن هذا النظام لا يستحق البقاء ويجب أن يتغير بشكل جذري، ليس بماكياج واصلاحات، وانما "شلع قلع" كما عبر عن ذلك بعض المتظاهرين.
والتعبير العملي عن انفلات الغضب من عقاله واتساعه هو "ثورة شعبية" يقودها اسلام متشدد مدعوم من إيران. ثورة ستقودنا الى المجهول، والى مزيد من النكبات، فنخرج من حفرة لنقع في بئر عميقة.
السيد العبادي مكبل من داخل كتلته البرلمانية ومن اشتراطات شركائه، واصلاحاته قد تكون بطيئة ولا تحقق كل المطالب المعقولة، ولكن على السيد العبادي أن يفهم خطورة الوضع والموقف. عليه أن لا ينام، عليه الاستفادة من أبرة التنشيط التي زرقتها المرجعية في جسد النظام المتكلس، لتحريك قلب هذا النظام من جديد للاصلاح الذاتي، ولكن دعم المرجعية لن يؤدي "كل العمل"، إنه ابرة تنشيط، وليس عصا سحرية. وتأييد الناس للعبادي ليس لأن طلته جميلة، وانما لانه وعد بالاصلاح. وهذا ليس توكيلاً وتوقيعاً لشيك على بياض.
على النظام الفاسد أن يصلح نفسه. لا أن ينشغل بتبييض سمعته. وليس هذا كله من أجل سواد عيون النظام، وانما رحمة بنا من المغامرات ورحمةً بارواحنا من الآلام والمحن التي تجرّها معها.
شوهد المقال 1202 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك