أحمد سعداوي - نظام محاصصة مقدّس
بواسطة 2015-08-11 23:10:21

أحمد سعداوي
نظام محاصصة مقدّس، بني على الانتباه لرأي الخصوم/الشركاء، وليس رأي "المصلحة العامة". نظامٌ وصل الى لحظة استقرار داخل عشّ جماعي مريح، اشبه ببانثيون الآلهة، يتناكفون في القاعة ثم يشربون الشاي مع بعض في كافتريا البرلمان. نظامٌ حوّل البلد الى اقطاعيات، وحوّل الشعب كله الى قطعان متزلفين ومنتفعين وسماسرة ومتملقين ومصفقين، أما أؤلئك الذين لا تنطبق عليهم الصفات السابقة فهم "شعب خارج التغطية".
نظامٌ مثل هذا، بني على مدى 12 عاماً، من غير المنطقي أن نتوقع أنه يقبل الاصلاحات.
من الجيد، بالنسبة لنظام المحاصصة المقدس، أن يستمر الوضع كما هو. هناك توازنات دقيقية في توزيع الحصص، أي رفع لأي ورقة لعب ستخرب قصر الورق باكمله، هكذا يهددونا ويخوّفوننا.
نظامٌ إمتص ثروات البلد، ثم لم يرجعها إليه [استثمارات، اسواق، مشاريع، مصانع معامل زراعة] هو نظام لا يرى سوى نفسه في المرآة ولا يريد أن نقلق منامه. أما المعترضون فهم "شعب خارج التغطية". شعبٌ ليس أمامه سوى التظاهر، لدعم خطط الاصلاح، حتى يكون تحت التغطية، حتى يكون مرئياً، ويذكر نظام المحاصصة المقدس، بأنه هو مصدر السلطات. بأنه هو المقدس، لا هرم أوراق اللعب الهشّ.
شوهد المقال 1062 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك