شعلان شريف - مرجعية النجف في العراق
بواسطة 2015-08-09 22:20:59

شعلان شريف
دائماً تتدخل في اللحظة المناسبة لتعيد توجيه بوصلة العراق نحو برّ الأمان والإصلاح وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
في عام 2003 أنقذت آلاف البعثيين من انتقام الشعب.
2006-2003 منعت الردّ الشيعيّ على الإرهاب الطائفي فجنبت البلاد الحرب الأهلية (إلى أن خرجت الأمور لاحقاً عن السيطرة).
في عام 2004 أجهضت المشروع الأمريكي لإعادة إنتاج نظام صدام بصيغة جديدة وفرضت على الأمريكان والأمم المتحدة أن يتركوا للعراقيين اختيار نظامهم السياسيّ (وقد اختار العراقيون نظاماً فاشلاً فاسداً وهذا ذنب القوى السياسية العراقية وليس ذنب المرجعية).
في عام 2004 أنقذت مدينة النجف من مجزرة ووفرت للتيار الشعبي الراديكالي العنيف (المعادي للمرجعية نفسها) فرصة للخروج الآمن وحافظت على حياة أفراده.
في عام 2006 حاولت احتواء الأزمة الكبرى التي أشعلها الإرهابيون البعثيون-القاعديون بتفجيرهم للمراقد المقدسة في سامراء ما نتج عنه انفجار العنف الطائفي .. ولم يكتب لها النجاح لأن الفتنة كانت أكبر من أن تـُحتوى.
في السنوات التالية نصحتْ ووجّهتْ وقاطعتْ ووبّختْ وتواصلتْ مع ممثلي الطوائف والأديان الأخرى لإصلاح ما يمكن إصلاحه وإنقاذ ما يمكن إنقاذه. (غالباً لم يكن هناك من يصغي بإخلاص).
في 2014 كانت كلمة منها هي المفتاح لاستعادة روح المقاومة والخروج من صدمة التمدد الداعشي السريع الذي شكل ولا يزال الخطر الوجودي الأكبر... وبفضل تلك الكلمة المقدسة وعنفوان الاستجابة الشعبية لها تم وقف التمدد السرطاني الداعشي ثم تحرير كثير من الأراضي التي احتلتها داعش.
في 2014 أخرجت بحكمتها وسلطتها المعنوية الوضع السياسي من عنق الزجاجة المتمثل بتمسك السياسيّ المتعنت المرفوض من قبل الكثيرين بسلطته وحقه الانتخابي ومنعت انتقال الصراع السياسي إلى الشارع المحتقن.
من 2003 إلى اليوم نجحت في احتواء وتحييد المحاولات الإيرانية الضخمة للهيمنة على "النجف" ومن خلاله على العراق.
وها هي اليوم تدلّ العراقيين إلى الطريق الأسلم والأصوب للإصلاح والتغيير والعبور إلى مرحلة جديدة دون دماء وخراب وفوضى... فهل من مستمع لصوت الإصلاح والحكمة .. هذا الصوت الذي ظلّ صامداً طوال ألف عام في مواجهة استبداد العباسييين وهمجية المغول وفساد العثمانيين ومؤامرات البريطانيين وطائفية الدولة القومية وطغيان البعث الصدّامي وعنجهية الأمريكان وإرهاب "المقاومة" السنية وفساد الأحزاب الشيعية ودهاء الساسة الإيرانيين.
كلّ هذا فعلته المرجعية بدافع الحرص على استقرارالبلاد وحياة الناس (من كل الطوائف والأديان) وهي ليست ملزمة بشيء منه فهي ليست مؤسسة عراقية بالمعنى الوطني، بل هي مؤسسة دينية عابرة للحدود، وكثير من شخصياتها المؤثرة لا يحملون الجنسية العراقية ولا يربطها بالعراق سوى كونه الإقليم الذي يحتضن مقرها منذ ألف عام ويحتضن أضرحة أئمتها...وكلّ هذا وهي لا تتمتع بدعم من أي دولة على الإطلاق، بل تواجه عداء بعض الدول وتآمر دول أخرى وفي الداخل تواجه كراهية القوى السياسية السنية لها ونفاق وازدواجية القوى السياسية الشيعية تجاهها... وسلاحها الوحيد في كل ذلك هو إرثها التاريخي وحكمتها العميقة المستمدة من التاريخ وسلطتها الرمزية والمعنوية وموقعها في وجدان ملايين العراقيين.

https://www.facebook.com/chaalan.charif
شوهد المقال 1131 مرة
التعليقات (8 تعليقات سابقة):
مجرد استفسار لا غير
اختي بلقيس لازم الاحراج
في ناس كثيرين مقتدرين ولكن اسم مسلمين وهم عكس ذلك ومنهم السيستاني والخميني
اين العقول
أضف تعليقك