شعلان شريف - السيسيّ؟ ... سيسي العراق
بواسطة 2015-08-09 00:18:31

شعلان شريف
البعض يحلم بـ سيسي" عراقي والبعض يدعو فلاناً أو علاناً من الزعامات السياسية إلى أن يدخل التاريخ بوصفه "سيسي" العراق.
لا أريد أن أقحم نفسي بالتعليق على شأن مصري، المصريون هم الأجدر بالحكم عليه.. لكن بما أنّ الدعوة أصبحت عراقية فلا بدّ من رأي.
إلى ماذا يرمز "السيسي"؟ هل يرمز إلى الشفافية والنزاهة ومحاربة الفساد؟ لا بالطبع فمصر في عهده على حالها القديم.
هل يرمز إلى بناء الدولة واحترام المؤسسات.. كلا بالطبع فعهده أكثر ازدراء للمؤسسات واستقلاليتها من سابقيه.
هل يرمز إلى الإعمار والتنمية؟ كلا بالطبع.. فحتى الآن لم ير منه المصريون سوى الإنجازات الوهمية المصحوبة بالضجيج الإعلامي المبتذل.
هل يرمز للعدالة واستقلالية القضاء؟ كلا بالطبع فعهده هو الذي سجل رقماً قياسياً عالمياً في أحكام الإعدام المسيسة.
هل يرمز للاستقلالية الوطنية؟ كلا بالطبع فالسيسي ما كان ليصبح رئيسا وما كان ليبقى لولا الدعم السعودي المباشر والدعم الأمريكي والإسرائيلي غير المباشر.
في الحقيقة السيسي يرمز لشيئين يمكن أن يستهويا بعض العراقيين: الأول يستهوي "العلمانيين": السيسي يرمز إلى انتصار سريع في المعركة العلمانية-الإسلامية (العلمانية السيسية هي في الحقيقة فاشية مقنّـعة ومحبو السيسي يدركون هذه الحقيقة ولا يرون فيها مـُنكراً)...
لكن المعركة العلمانية -الإسلامية (في العراق خصوصاً) هي معركة سخيفة في رأيي. مشكلة العراق ليست أيديولوجية ... مشاكل العراق العويصة لا علاقة له بأيديولوجيا الطبقة الحاكمة بل بعجزها وفسادها وارتباطاتها الخارجية وله علاقة بصراع "المكونات" العراقية وتوظيفه سياسياً، واسباب أخرى كثيرة ومتداخلة، آخرها وأقلها أهمية هو الخلفية الايديولوجية لهذا الزعيم أو ذاك الوزير.
الشيء الثاني الذي يرمز إليه السيسي يستهوي شرائح أوسع من العراقيين ولا يقتصر على العلمانيين: السيسي يرمز إلى الرجل القوي والحكم الفردي مطلق الصلاحيات كبديل عن "الديمقراطية" الفاشلة... لكن ما فائدة "رجل قوي" إذا كان فاسداً وفاشياً وتابعاً لقوى اجنبية وكذاباً وبهلواناً؟
إذا كان هذا المقصود فلماذا لا نصبح أكثر وضوحاً ونقول نريد "صداماً جديداً" بدل من القول إننا نريد "سيسياً عراقياً" (مع ملاحظة شخصية وهي أن السيسيّ أقرب إلى نموذج القذافي منه إلى نموذج صدام .. وربما هذا هو الذي يجعل أصحاب الدعوة يفضلونه !!!).
https://www.facebook.com/chaalan.charif
شوهد المقال 1220 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك