نجيب بلحيمر - موقف الجزائر مما يجري في اليمن " الصمت حكمة"
بواسطة 2015-03-31 04:22:16

نجيب بلحيمر
الحديث عن مبادرة جزائرية لوقف الحرب في اليمن يبدو سابقا لأوانه، بل إن السعي إلى التوسط في هذه الصراعات المعقدة قد لا يكون في صالح الدبلوماسية الجزائرية التي طالما نالت الاحترام.
المسألة هنا لا تتعلق بالمبدأ، فالجزائر من واجبها أن تسعى إلى إنهاء الصراعات بين العرب، غير أن إطلاق مبادرات محكوم عليها بالفشل مسبقا يصبح تفريطا في سمعة الدبلوماسية الجزائرية، وإهدارا لمصداقيتها، بل إنه يتعارض أصلا مع تقاليد الجزائر التي اعتمدت في أوقات سابقة السرية في اتصالاتها، وعرف عنها إرجاء الكشف عن المبادرات إلى اللحظة المناسبة لما تكون شروط النجاح قد توفرت.
في كثير من الحالات يؤثر الإعلام سلبا على المساعي الدبلوماسية، بل إن أحد طرق إجهاض هذه المساعي هو تسريب معلومات عما يجري في السر، ومن هنا فإن الحديث الذي نسب إلى دبلوماسي جزائري عن مقترحات يكون قد قدمها وزير الخارجية رمطان لعمامرة إلى نظيره المصري، تستحق توضيحا رسميا من قبل وزارة الخارجية، فالدبلوماسيون الجزائريون لم يعرف عنهم تسريب معلومات لوسائل الإعلام، وطنية كانت أو أجنبية، أما إذا كان السكوت عن هذه الأخبار هو من قبيل التأكيد، فهذا يستوجب وقفة عند هذا الأسلوب الذي يعتبر جديدا.
الأزمة اليمنية معقدة، وهي جزء من صراع إقليمي ودولي كبير، وليس من المتوقع أن توقف السعودية وحلفاؤها، العملية العسكرية المسماة عاصفة الحزم، بمجرد أن تقترح الجزائر أو دولة أخرى هذا الأمر، وكل ما يمكن القيام به في هذه المرحلة هو جس نبض مختلف الأطراف لمعرفة مدى استعدادها للذهاب إلى حل سياسي، والأهم هو ألا ننسى حقائق الجغرافيا التي تجعل دور الجزائر قليل التأثير، ومصلحتنا قد تكون في عدم التدخل في مثل هذه الأوضاع.
يخطئ من يعتقد أن الإعلان عن مبادرات هو في حد ذاته مكسب دبلوماسي، فالجزائر ليست بحاجة إلى من يثبت مصداقية دورها، فهي تكاد تكون البلد الوحيد اليوم على الساحة العربية الذي يحظى بثقة كل الأطراف، وعندما يشعر هؤلاء بالحاجة إلى وساطة فإنهم بالتأكيد سيجدون طريقة ما لطلبها .
صوت الأحرار الجزائرية
شوهد المقال 1662 مرة
التعليقات (1 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك