صلاح باديس ـ جيمي صديقي
بواسطة 2021-08-13 05:25:51

صلاح باديس
بخصوص جمال بن سماعين (جيمي) الرجل الذي قُتِل وأحرِق في الاربعا ناث إيراثن يوم الأربعاء 11 أوت 2021...
أعرف جيمي منذ صيف 2020، صيّفنا مع بعض وتلاقينا من بعد أكثر من مرّة. جيمي، اسمه جمال بن سماعين وعمره 35 سنة. رسّام ومغني ومُحبّ للطبيعة. رحت مع جيمي وأصدقاء آخرين للتخيم، وجيمي خلاني نشاركه خيمته لما ما كانش عندي وين نرقد، و ورّالي الأغاني اللي يكتبها وغنّيت معاه بالغيتار تاعه. ما كانش اللي ما يحبش جيمي.
مارانيش مأمّن الخبر. شاهدت الفيديو تاع جمع غاضب في الأربعا ناث إيراثن يخرّج راجل من شاحنة الشرطة ويُنكّل به ثم يسحب جثّته. السبب؟ قال لك هذا هو مُشعل حرائق الغابات... وزدت شاهدت فيديو جمع يصرخ أمام جسد رجل يحترق. محيط جيمي وعائلته في مدينة مليانة يقول أنه هو المعني، جيمي الذي خرج اليوم الأربعاء على السادسة صباحا من مليانة إلى تيزي وزو حتى يُساعد في إطفاء الحرائق؛ شهادات أصدقاءه (التعليق الأول) تقول أنه البارح كان يجمع المال حتى يروح لتيزي ويعاون النّاس. وهذا ليس غريبا على جيمي، دائما قلبه على النّاس والكائنات الحيّة، جزائريين ومهاجرين من دول الساحل وكل البشر اللي يتلاقاهم من الحيوان للشجرة.
تحدّثت مع أصدقاء جيمي الآن، قالوا لي أنه مليانة راهي تغلي على ولدها. الرجل سُحب من الشاحنة ونُفذ فيه حُكم الغوغاء. أين قرينة البراءة؟ أين التحقيق؟ العائلة تُريد حماية الجثة حتى يديرو فحص ADN ويعرفوا أنه هو. يخبرني صديق جيمي أن كل أهله يريدون الذهاب للتأكد ولكن هناك حالة خوف.. لقد شاهدوا ابنهم يُحرق... (والصور اللي شفتها تدور في فيسبوك، للأسف تؤكد أنه المحروق هو جيمي) السلطات لازم تتدخّل، لازم تحقيق ولازم أهل جيمي يروحوا يشوفوا الجثة على ذمّة السلطات وعلى ذمّة العُقلاء في الاربعا...
جيمي، اللّي ما يكسرش غُصن وما يقتلش نملة، حسب كل الأخبار السيئة اللي راهي تدور مات مقتول ومحروق... لازم كلنا نشدو رواحنا، ليس وقتا لتكبير النفوس ولا لتعميق الهوّة بين أهل البلاد... لازم تحقيق ولازم الجثة تتحفظ لناسها ولازم عدالة ولازم المسؤولين اللي كانوا يقولوا بفرضية الإجرام والمؤامرة في حرق الغابات يشوفوا دفع جموع غاضبة ومنكوبة في هذا الاتجاه وين قادر يلحّق...
ولازم وسائل الإعلام والناس اللي توصّل في شبكات التواصل تفهّم النّاس أنه مدينة مليانة راهي محروقة على وليدها، ولازم الفيديوهات والصور تاع القتل والحرق تتحفظ وما تتمحاش في انتظار أنه عايلة جيمي توصل لجثة ولدها... لأنه هي الدليل الوحيد على مصير جيمي لحد الآن، أنه الإنسان هذا لم يُفقد في الغابات وحرائقها... بل أحرق في الساحة العمومية... نظرية المؤامرة والهستيريا لا تُنتج سوى أفعال كهذه : غوغاء تقتل رجل مُشتبه به وتحرقه....
مرة أخرى، عائلة وأصدقاء جيمي يريدون أن تبقى الجثة كما هي، بعد الحرق تقدر تعرف جيمي... يريدون أن تبقى الجثة كما هي وأن تحميهم السلطات... لا يريدون لها أن تُشوّه وتصير غير معروفة... ويريدون الانطلاق من مليانة نحو الاربعا في الليل ومتخوفين من إجراءات حظر التجوال...
في انتظار أن يتحقق هذا.. نعاود نطالب بالعدالة لجيمي وعلى وسائل الإعلام ألاّ تغطي على قضية الرجل.. أصحابه وعايلته متأكدين من براءته وأنه ذهب لتيزي وزو ليساعد في إخماد النار وليس إشعالها....
دم جيمي لازم ما يروحش خسارة... وباش يكون هذا الشي لازم عدالة...
شوهد المقال 1311 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك