علاء الأديب ـ العلاقات الانسانية بين الازلية والوضعية
بواسطة 2021-06-16 00:50:53

علاء الأديب
على الرغم من كثرة العلاقات الإنسانية التي تربط الناس ببعضهم وعلى الرغم من تنوع الاواصر التي تتميز بها تلك العلاقات إلا إن التصنيف الأساس لتلك العلاقات لا يتجاوز
صنفين رئيسيين. علاقات ازلية وعلاقات وضعية.
فإما العلاقات الازلية فهي العلاقات التي لاشان للإنسان في خلقها وتحديدها رغم قدرته على تحديد عمق أواصرها الرابطة وفقا لمعطيات حياتية عديدة.اي ان العلاقات الازلية هي تلك العلاقات التي حددها الله سبحانه وتعالى للانسان دون إرادته او تدخله كعلاقة الاولاد بابويهم و علاقة الأبناء بوالديهم وعلاقة الأخ بالأخ والخ بالاخت والى غيره من تلك العلاقات.
أما العلاقات الوضعية فهي العلاقات التي يخلقها الإنسان لنفسه منتقيا فيها القرين ونوع الاواصر الرابطة بدءا من علاقة الزوج بزوجه والصديق بصديقه وغير ذلك من العلاقات.
من هنا علينا أن ندرك بأن العلاقات الازلية لايمكن للإنسان تحت أي ظرف من الظروف ان ينهيها إلا بانتهاء طرفيها او احد منهم ومع ذلك فلن تكون نهاية تلك العلاقات نهائية فإن لها امتداداتها قد تتوغل إلى أبعد من عمر طرفيها بالتوارث.
فلا يمكن أن يتخلى الإنسان تحت أي ظرف من الظروف عن علاقته بامه او ابيه او أخته او أخيه.
لكنه يتمكن ان يتخلى عن شريكه او صديقه إذا كان ذلك من مقتضيات الاستمرار وتحت ظل ظروف معينة.
وعليه فإن التخلي عن اية علاقة وضعية جائز في حال التفضيل مع اية علاقة ازلية فيما أذا كان للتخلي عنها مبررا منطقيا للحفاظ على تلك العلاقة الازلية والابقاء عليها.
إن لهذه الحقيقة شواهدها في مجتمعاتنا العربية وحتى في المجتمعات الغربية وكثيرا ما نشهد اناسا يجبرون على التخلي عن علاقات وضعية للإبقاء على علاقات أزلية تحت وطأة ظروف قاسية لا يمكن للإنسان في غالب الأحيان ان يجد لها حلولا ناجعة تمكنه من الاحتفاظ بكليهما دون تأثر أحدهما بالأخرى.
ولو كنا قد أدركنا بالفعل بعد المسافة بين هذين النوعين من العلاقات على اساس معرفي موضوعي ومنطقي لما استغرب احد منا ماتؤول اليه العلاقات الوضعية التي يراها طرفاها والمحيطون بها في زمن ما علاقات قد تصل حدود التقديس من حيث مكانتها وعمقها. فمهما كان ذلك العمق والمعنى فهناك ما هو أكثر عمقا ومعنى ذلك هو رباط الدم وصلة الرحم.
شوهد المقال 456 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك