علاء الأديب ـ السحر الأسود..حكاية من الواقع
بواسطة 2020-10-23 22:55:52

علاء الأديب
أنصح أصحاب القلوب الضعيفة بعدم القراءة .
الساعة كانت الثانية بعد منتصف الليل .ليلة من ليالي صيف الثمانينات من القرن الماضي.سيارة شرطة النجدة تحضر إلى مركز الشرطة المقابل لبيتنا في الكرخ ببغداد فيها امرأة رثة الثياب غريبة الشكل والأطوار .
أنا وصديقي ضابط المركز جالسان بباب دارنا نتسامر في تلك الليلة .
ما أن نزلت المفرزة والمرأة معها حتى اشار لهم حارس المركز علينا فتوجهوا نحونا وأبلغوا ضابط المركز بأنهم عثروا على هذي المرأة وقد نبشت قبرا لطفل متوف دفن قبل ليلة واحدة لم يتجاوز من العمر اربع سنين .
وقد اخرجت الطفل من قبره وةضعت هامته على كانون من النار وبدأت تجمع سائلا ابيضا قد تدفق من انف الطفل.
وقد أحضرت المفرزة جميع أدوات الجريمة بما في ذلك الصحن الذي احتوى هذا السائل الأبيض الذي تبين فيما بعد بأنه مخ هذا الطفل وقد اذابته النار.
عندما اخبرتنا مفرزة النجدة بالأمر أثير استغرابنا مما نسمع فلم نسمع بذلك من قبل ابدا وحتى صديقي ضابط الشرطة فقد كان استغرابه للامر ليس اقل من استغرابي.
اصطحبوا المرأة الى داخل المركز للتحقيق ودعاني صديقي لمرافقته ففعلت لاعرف سرّ الحكاية الغريبة.
وبدأ يسألها عن اسمها وعمرها وعنوانها وعملها .
فظهو انها تعمل في مراحل متقدمة من السحر الاسود الذي يدرّ على العاملين به مبالغ طائلة وهو نوع من انواع السحر الذي يستعمل لخراب البيوت ولفرقة الاهل والخلان والاصحاب وجلب القحط والنحس والمصائب والفتن والاقتتال الى غير ذلك من الامور الكريهة والقبيحة والمدمرة والعياذ بالله.
وعندكا سئلت الساحرة عن سبب اختيارها الاطفال اجابت لطراوة المخ لديهم وامكانية تذويبه بالنار والحصول عليه سائلا ويجب ان لايكون الطفل قد دفن قبل يوم او يومين كي لايجف دماغه.
وعند سؤالها عما يمكن ان يفعل هذا السائل .اجابت بأن اغلب عمليات السحر الاسود تعتمد في قوتها علي بعض القطرات منه وشرحت لنا في وقتها كيفية استخدامه .
كانت تلك المرأة تتكلم عن مهنتها باقتدار عال وبثقة كبيرة دون ان تظهر اي علامة من الخوف او الرعب من القضاء او العقوبة .بل العكس كان صحيحا فقد زرعت في قلوبنا الرعب مما تحدثت به .
وبعد انتهاء التحقيق معها وبكلّ صلافة نظرت الى ضابط المركز وطلبت منه ان يفرج عنها فورا وان يلملم الموضوع ويستر عليها من الفضيحة .وقد رفض الضابط ذلك طبعا وصرخ بوجهها بأعلى صوته بكلمات اغضبتها.
وهنا تغير شكل المرأة وبانت على وجهها ملامح غضب مخيف فعلا.وقالت للضابط افعل ماشئت وستدفع الثمن غاليا.
عندها امر الضابط بايداعها حبس الانتظار لترحل الى المحكمة صباحا بعد ان وجه لها الشتيمة لما اقترفته من جرم.
وبالفعل فقد رحلت الى المحكمة في اليوم التالي لتنال عقوبة الحبس لخمس سنوات لارتكابها جريمة نبش القبور .
لم تنته القصة الى هنا .وسأكمل لكم بقيتها بعد ان تدركوا بأن السحر والسحرة لايمكن ان يكونوا وهما في حياتنا بل حقيقة قائمة .وإن محاربتهم واجبة وان التعامل معهم خطير جدا وغير مؤتمن.
لذا فإن الله تعالى قد بعث الملكين هاروت وماروت الى الارض ليعلموا الناس السحر لا لشيء الا ليتصدوا للسحر والسحرة فلايمكن لك ان تتصدى لامر تجهله.ولا مانع من ان يعرف الانسان عن السحر ولو قليلا دون ان يجرب العمل به.
وقد ورد عن الرسول الكريم حديث بهذا الصدد(تعلموا السحر ولاتعملوا به) رغم اني لا اعرف مدى قوة هذا الحديث.
وسأكمل لكم في المقال القادم بقية هذه الحكاية التي طالت اكثر من ثلاث سنين باحداثها.
وقانا الله واياكم شرّ السحر والسحرة
وجنبنا كلّ مكروه.
شوهد المقال 667 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك