صحيفة الوطن الجزائري : فتيحة بوروينة ـ في التفوق الوردي !! لماذا تصر الفتاة على التفوق والنجاح؟ فتيحة بوروينة ـ في التفوق الوردي !! لماذا تصر الفتاة على التفوق والنجاح؟ ================================================================================ فتيحة بوروينة on 04:11 18.10.2020 فتيحة بوروينة لماذا تظل نسبة نجاح الإناث في امتحانات شهادة الباكالوريا تحديدا، وبغض النظر عن كونهن إحصائيا الاكثر عددا، اكبر من الذكور كل هذه السنوات بل منذ استقلال البلاد إلى اليوم ؟ لا شك أن أول جواب لهذا السؤال يكمن في رغبة الفتيات في التحرّر عبر بوابة التعليم. تدرك الفتيات غير المتزوجات طبعا ان وحده التعليم يحرّرهن من شبح الجهل الذي يكرس دونيتهن زيادة في مجتمع ينظر سلفا إلى المرأة ككائن دوني مكانه الكوزينة والفراش لا مكانا ثالثا آخر يرفع من كينونة المرأة و يجعلها كائنا نديا للرجل، لا شيء يفرق بينهما سوى العقل والذكاء! تصرّ الفتيات على النجاح في دراستهن للتحرر من سطوة أخ جاهل مثلا يمارس رجولة عرجاء منقوصة الذكاء والعقل، فيٌجبرها على التحوّل الى خادمة تٌسَكِّر قهوتَه كلَ صباحٍ قبل ان يخرج ليسند واحدا من جدران حيّه!!لا حيلة لغالبية الفتيات اللائي ينشأن في بيئات مغلقة على العالم، مغلقة على ما يجري حولها من تحولات، لا حيلة لهن سوى التشبث بكتاب وقلم وورقة ومحفظة لمغادرة هذه البيئات، هن يفعلن ذلك بكثير من الإصرار والتحدي، أي تحدي قرار أب أو أخ يقرر أن تبقى ابنته أو أخته في البيت معتقدا ان هنا مكانها الطبيعي! نفس الأخ عندما يتزوج تجده يحرص أشد الحرص على أن يكون الطبيب الذي يفحص زوجته امرأة لا رجل !!ستظل نسبة نجاح الفتيات في امتحانات شهادة الباكالوريا في الجزائر مرتفعة مقارنة بنسب نجاح الذكور سنوات مقبلة طويلة، وخطاب الجمعيات النَسَوِيَة الذي لم يكرس سوى حالة العداء بين الرجل والمرأة، لم يفلح في الوقوف الى جانب هذه النماذج من الفتيات اللائي لم ينخرطن يوما في مثل هذه الجمعيات (العنصرية) في غالبيتها، لكنهن يقررن ان يأخذن مصيرهن بأيديهن عبر بابِ يعرفن أنه مٌوصِلهن الوحيد الى الحرية بمعناها الايجابي ، أي الحرية التي تقود الى النجاح، الى بناء الذات، الى كسر الطابوهات الوهمية المختلقة. تعليم البنات ما يزال في بعض شِعاب الوطن الكبير (طابو)! إنها الشعاب نفسها التي يحرص الرجال فيها أن يكون طبيب أمراض النساء امرأة لا رجل !!