صحيفة الوطن الجزائري : خليفة عبد القادر ـ كيف تواجه ثقافتنا العربية الاسلامية وباءا عالميا خليفة عبد القادر ـ كيف تواجه ثقافتنا العربية الاسلامية وباءا عالميا ================================================================================ خليفة عبد القادر on 05:30 01.03.2020 أ.د. خليفة عبد القادر في هذه الأثناء الصعبة على البشرية في بعدها الانساني تواجه أشرس عدوا لها، الفيروس، هذا الكائن الطبيعي الذي يعيش معنا في كوننا بل قد عاش وتطور قبلنا بمئات الآلاف من السنين، كونه حقيقة بيولوجية تخضع لنفس قواعد وقوانين التطور التي تحكمنا ككائنات بيولوجية نتطور ونكافح من أجل البقاء ... حتى وإن كان بقاءها ثمنه إبادة غيرها، هذا هو قانون الطبيعة القاسي، والذي لا يعترف إلا بالتأقلم كضريبة للبقاء.سبق للبشر القدامى والحديثين مواجهة هذه الكائنات ما تحت المجهرية خسروا أحيانا وانتصروا أحيانا أخرى، ولا يفسر انتصار المسعمرون في العصر الحديث من أوربا إلا في نقل فيروساتهم التي تعايشوا معها لشعوب لا تعرفها أجسادهم فقضو عليها بالبيولوجيا وبالمصادفة التاريخية التي مكنتهم من اكتشاف وتطوير سلاح الحديد والنار.اليوم يواجه البشر عدوا مجهريا أكثر تطورا مما إكتشفته أجهزة مناعاتهم الطليعبة ولا مخابرهم الصناعية، هذا لحد الآن صراع طبيعي سيجد حتما الانسان الحديث، أومو سابيانس، طريقة ما للتأقلم بالعدوى وليس بالعزل معه بتطوير جهازه المناعي وهو الحل الأسلم على المستوى البعيد مهما كان ثمن التضحيات. هذا كلام العلم، وليس الطب.من محاسن الصدف في رأيي أن هذا الفيروس المتطور ظهر في الصين وفي هذه المرحلة من تاريخها بالذات، بلد معجزة بالرغم من ظروفه الديموغرافية والتاريخية أثبت منذ عقود قدرته على الانخراط ضمن الحداثة بصيغته الثقافية طبعا أنتجت هذا الشعب العظيم الذي أبهرنا في تعامله المتزن والعلمي مع معظلة تخص البشر جميعا. ويثبت كل يوم قدرته على تجاوز هذه المحنة بكل احترافية والأرقام الأخيرة تثبت ذلك.الفيروس يقتل الآن خارج الصين أكثر من داخلها، من إيران والخليج وشمال إفريقيا وصولا إلى أوربا، وهي الشعوب التي ألفت وتعاملت مع أوبئة تاريخية أكثر شراسة، الطاعون التسفيس الإيدز السارس ....، وشعوبها تتعامل من هذا التاريخ الحافل بكل ذاكرة التأقلم ولمقاومة.ما ذا عنا؟ عالم العرب والمسلمين الذين ندعي تفوقنا على جميع الحضارات والثقافات، بفضل ماذا؟ دعواتنا؟ القدرة الإلهية التي ستنصرنا عوضا عن جميع البشر؟ علمنا؟ جامعاتنا؟ مخابرنا، ثقافة النظافة في مجتمعاتنا.....يتبع،