جلال شفرور ـ كورونا والدولة البوليسية
بواسطة 2020-02-28 23:24:09

د. جلال شفرور
في مطلع الألفية كنت لا أزال أعد للدكتوراه في غرب فرنسا لما ظهر وباء انفلونزا الطيور. ذات مرة طُرق باب البيت فلما فتحت وجدت شخصان فرنسيان أظهرا لي بطاقة الشرطة وسألاني عن وجود طالب صيني في المبنى الذي أسكن فيه وعما إذا كنت رأيته مؤخرا. فأشرت إلى باب استديو الصيني في الرواق ثم سألتهم عن سبب الزيارة. فقال أحدهما لقد عاد من الصين مؤخرا ونريد فقط التحقق من حالته الصحية ولا تقلق. وذهبا يدقان بابه وأغلقت أنا بابي.
ما أريد قوله أن الميزة الإيجابية الوحيدة في حالة انتشار وباء في دولة بوليسية هي أنهم قادرون - لحسن حظ المرضى ولسوء حظ المُعارضين - على جلب كل مشتبه به في وقت قياسي كما أنهم قادرون على ضبط حركة دخول الأشخاص عبر الحدود. عدا ذلك أعتقد أنه لو حصل وباء فسيحصد الكثيرين والعياذ بالله.
حتى في دول متقدمة تقنيا مثل الصين سيتدخل النظام للتحكم حتى في أخبار الوباء - كما ذكر ذلك عدد من المواقع الغربية. لا أدري إن كان هذا الأمر إيجابيا لأنه سيخفف من قلق الناس وبالتالي يجنب المشاكل الصحية المُتعلقة باللقلق نفسه، مثل أمراض القلب، والتي هي أكثر خطورة من الوباء نفسه. أم أن هذا الأمر سلبي. أظنه الأخير.
التقارير تقول أن إيران هي ثان أكبر بؤرة لوباء فيروس كورونا covid-19 بعد الصين. وهذه دولة بوليسية أخرى لكن إمكانياتها محدودة مقارنة مع المثالين السابقين. لا أريد أن أفكر فيما سيحدث لو انتشر الوباء في مثل هذه الدول التي نُصف ضمنها. ربي يجيب الخير.
قبل أن أختم. سؤال لأخوتنا في فلسطين ممن يفهمون العبرية. ما أخبار كورونا في الأراضي المحتلة وهل هناك أنباء عن اكتشاف علاج في مراكز البحث أو الشركات الناشئة الإسرائيلية. لقد تذكرتهم لأني لم أنه بعد قراءة كتاب "دولة الشركات الناشئة" وتذكرت أيضا فيلم براد بيت الذي عنوانه "الحرب العالمية الأخيرة World War Z". في هذا الفيلم انتشر فيروس يحول البشر إلى وحوش زومبي ولم تسلم إلا إسرائيل لأنها بنت جدار يعزلها عن بقية العالم لكن الوباء في النهاية تفوق عليها. بروباغندا واضحة ومعهودة من هوليود تجاه الإبنة المدللة. وتذكرت أيضا فيلم قديم يقول أن فيروس أيبولا أنتجته المخابرات الأمريكية كسلاح بيولوجي لكنه خرج أو أخرج عن السيطرة.
لا أدري إن كنا سنتجه إلى تحقق السيناريو الدرامي لكن إذا حدث أو إذا أعلنت اسرائيل اكتشاف علاج فسيكون لدي شك كبير في مصدر الوباء من أساسه.
على كل حال أي دولة لا تتحكم في العلوم والتقنية هي دولة منقوصة السيادة وشعبها مهدد في كل وقت، بكورونا أو بالحركى أو بغيرهما.
شوهد المقال 407 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك