مرزاق سعيدي ـ عاشق الأرض.. والنرجس
بواسطة 2020-02-24 23:43:27

مرزاق سعيدي
عاشق الأرض.. والنرجس*!
أشعُر بالخوف على الطبيعة كُلّما صادفت في قلب العاصمة الجزائر أشخاصا يبيعون النرجس البري بأثمان ملتهبة، وخوفي لا علاقة له بالسعر والمادة، بل بالأيدي التي تتعقب الجمال في الطبيعة وتعيث فيه فسادا وتدميرا.
هذه الأيام يرتع شباب في براري النرجس البري المنتشرة خلف بومدفع، في طريق الشلف المشهور بواديه الذي ألهم روائيين كُثر الكتابة والإبداع، وبسببه يعرف عدد كبير من الألمان الجزائر، ويجهل كثير من الجزائريين هذا المصدر الطبيعي للمياه والجمال والطبيعة الناظرة، التي تسحب سحرها من أعالي أفلو بالأغواط إلى مرمى الوادي في البحر الأبيض المتوسط.
يعبث هذا الشباب الذي يبتغي الربح السريع بهذه البراري، ويقتلعون نباتات النرجس من لغاليغها، ولا يتركونها تزهر بما يكفي لطرح غبار طلعها، حتّى تتجدّد العام القادم بنفس كثافة زحفها على المشهد العام بجمال أخّاذ، لا يعرفه من غلبه جماد الإسمنت.. وهو ابن القرية والدشرة!
ليس عيبا الإستفادة من خيرات الطبيعة وجمالها، ولا بيع ما تهبه، شرط أن يكون التعاطي مع الطبيعة محترم لها، لا معتدي على حق الأجيال القادمة في ترف رؤية النرجس البري، وغيره من الأزهار، التي تختفي تحت معاول أعداء الطبيعة، و"فلاحين" يُكثرون من المبيدات للطبيعة بكل مكوناتها، فوق السطح وتحت الأرض.
رجاء، رحمة بعُبّاد الطبيعة العذراء، وبالجمال الذي يحبه خالقه، كُفّوا عبث أيديكم بـ"الأرض والسنبلة"، التي يُبجلها عاشق الطبيعة، الراحل عياش يحياوي..
* الشاعروالباحث والإعلامي الراحل عياش يحياوي عنون أول ديوان شعري له، صادر في ثمانينيات القرن الماضي "عاشق الأرض والسنبلة".



شوهد المقال 365 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك