حميد بوحبيب ـ سيد الحماقات

د. حميد بوحبيب
للطبيعة حماقاتها...
غديرٌ يتهادى رقراقا
بين السهول
ثم يغورُ فجأة في رحم الأرض
ولا يعود إلى الظهور !
*
عصفورٌ
شفـّك حاله في قفص
تطلق سراحه إشفاقا
وإذا به يعود مساء
ينقر على النافذة
حنينا إلى سجنه
من دون كل الطيور !
**
فراشة ٌ
تحوم على ألسنة النار
لا تخشى احتراقا
تحوم ... تحوم
وأنت تطردها
و تعود
إلى أن يشتعل الجناح
ويلتهب العمر المغرور !
***
ولكن حماقة الحماقات يا رفيقي
من نصيب الإنسان
تراه رقيق القلب خفاقا
يُطعم الحمام في الساحات حَبا
يذوب لغناء المقنين عشقا
يذرف العبرات
إذا ما مات الكناري
يوما في قفص
ويمرّر أنامل الحنان
على فروة القط والكلب
وينثني احتراما
للورد والسوسن والبيلسان
ولكنه ... و دون أن تعرف كيف ولماذا
يتحول إلى نمرود
يكشر في وجه الشمس
و يطلق الرصاص
و يعلن الحرب على الجيران
باسم الدين حينا
باسم المجد حينا
وحينا باسم الأوطان.
شوهد المقال 435 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك