طارق السكري ـ عيني مُسَلّطةٌ عليكْ

طارق السكري
عيني مُسَلّطةٌ عليكْ
اِقصفْ ..
فلستُ ببائعٍ أرضي
ولستُ بخائفِ
لقَّنتُ أولادي وَحَرَّرتُ القصائدَ من يديكْ
الدَّارُ دَاري
والنُّقوشُ على السَّوَاري
والتَّبابِعةُ الأُوَلْ
واللهُ في صفِّي
ودرعي
والنبيُّ محمّدٌ
والغيمُ تسطعُ بالملائكةِ الكرامْ
لا بحرَ يملأ قبضتي
لا حزبَ يقدر أنْ يساومَني على قدَرَي الأجلّْ
الدّارُ داري
سوف تخنقك الصّلاةُ بها
ويخطفك الحجرْ
لا شيءَ في هذا المدى يُنٔمى إليكْ
*
اِقصفْ .. كما يحلو لرعبك أنْ يكونْ
واخطبْ برغبتك المنونْ
يا أيُّها القشُّ الذي تلهو الرِّياحُ بهِ
ويبصقهُ الرّحيلْ
من أيِّ أرضٍ جئتَ تصرخ في بوادينا
وتستامُ النخيلْ ؟
ما هذه الفوضى التي خلّفتها
وظلمت نفسك
وارتهنتَ لكلّ خوّانٍ عميلْ ؟
*
اِقصفْ .. فلستَ سوى الصَّدى المنهارِ
والأملِ الكذوبْ
اِقصفْ ..
كأنكَ لاترى أحداً هنا
وَاقْصفْ ..
فلستُ سوى المدى الممتدِّ والحقِّ الغضوبْ
طيرٌ أبابيلٌ وخيلٌ مثل سيلٍ جارفِ
اِقصفْ ..
عليك تحومُ أجنحةُ القضاءِ العاصفِ
اِقصفْ ..
فكلُّ شظيَّةٍ ستقومُ مِنْ بين الرُّكامِ
بنادقاً وحشودا
كالماردِ الجبَّارِ
كالطُّوفانِ
كالصَّخب المُزَمجرِ .. كالظلامِ وَكَالمَنونْ
إني هنا
شعبٌ أحبَّ اللهُ تربتَهُ وأهداها قلوبَ الأوفياءْ
شعبٌ تزول الرَّاسياتُ ولايزولُ بهِ المضاءْ
إني هنا
الأرضُ فوق أصابعي وَهَوَايَ يغتصبُ الشّقاءْ
أنا ذروةُ التاريخ فاقصفْ ما تشاءْ
حاصرْ طموحي السامقِ
أطلِ الحصارْ
اِركبْ على بغلٍ وطرْ للشمسِ .. قاتلْ بالغبارْ
تَنْزو وتسقط
ثم تسقطُ
.... والسَّماءُ هيَ السَّماءْ
.... والسَّماءُ هيَ السَّماءْ
.... والسَّماءُ هيَ السَّماءْ
ماليزيا 19 يناير 2020
شوهد المقال 396 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك