عادل السرحان ـ حنين
بواسطة 2020-03-11 22:19:47

عادل السرحان
أحِنُّ اليَّ طفلاً يجري حافياً
يطاردُ سِرباً من فَراش
عارياً من وجع الحياة
ومن خَلْفِ ستارَةٍ فضّيةٍ
من خيوطِ المطر
يراقبُ شجيراتٍ على ضفة النهر
تتكوَّرُ ولادةً خضراء
صغيرات الباذنجان
يشتهين فمه
يستدني ساعةً من مساء
ليشاهد باباي وهو يلتهم السبانخ
فتغمره نشوة النصر الشفيف
يُنصِتُ الى تكتكة المطر
فوق سقوف الطين
رأسه الصغير في حجرها الحنون
يكركر تحت لحافه القرمزي
في الأحلام يركض بقدمين مثقلتين
خائفاً من أشباح القرية التي
تسكن الخرائب المهجورة
وفوق غابة من نخيل يطير
يمُدُّ يده ليمسك بالنجوم
وفي الصباح يمد يده ليمسك بالبيض
في القنَّ القابع في ركن البيت الفسيح
وسط ضجيج الدجاجات والديكة
يزرعُ الصوف تحت نخلةٍ لينبت خرافاً صغيرة !!
ويبثُّ أسئلةً الخيال البنفسجي
من أينَ يخرج الصغير الى الدنيا ياأمي ؟!
وحين تنقلبُ الدنيا كما يزعم ُ الكبارُ
في آخر الزمان !
كيف سأرى أمي وأبي وإخوتي ومحمود ؟!
ثم تعتريه قشعريرة كبلبل جنوبي
بلَّلَهُ المطر
يقايضُ سِنّهُ اللبني بآخَرَ يأتي من الشمس
بترتيلةٍ ورديةٍ يتلوها على عَجَلْ
وحين يَغْلُبُهُ النعاس في المساء
يخرُّ بصمتٍ كالفراش
هادئاً مسترخياً كغصن يقطين
يندهُهُ الضوء المتسلل من الدريشة
بذراته الذهبية أوّل النهار
وتبهجُهُ العصافير التي تملأ باحة البيت الفسيح بالسقسقة ومناقيرها تشتبكُ على فُتات خبز التنّور
ثمّ ينحني على قطّةٍ
يداعبها وهي تلعقُ حصتها
من حليب الصباح الشاتي
شوهد المقال 471 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك