عاطف الدرابسة ـ القرابين

د.عاطف الدرابسة
قلتُ لي :
لا أحبُّ أن أراكَ عارياً
سأشتري لكَ ثوباً جديداً
ونشربُ معاً
نخبَ المعاركِ الخالدةِ
والنصرِ المجيد
سأفتحُ لكَ نوافذَ الانتصارِ
على حلبَ
وبغدادَ
وصنعاءَ
والشَّآم ..
وأجوبُ بكَ
كلَّ أسواقِ النِّخاسةِ
سأهبُكَ كلَّ الجواري
من بناتِ القبائلِ
وأسخِّرُ لكَ كلَّ قصائدِ الغزلِ
وأجعلكَ أعظمَ مُغتصِبٍ
وأقسى جلَّاد !
سأسخِّرُ لكَ المكانَ
والزَّمانَ
وكلَّ ألسنةِ الشُّعراء
وأُقدِّمُكَ للنَّاسِ
الخليفةَ المُنتصرَ
والمهديَّ المنتظرَ
وحضرةَ الإمامِ
والمسيحَ الغائبِ
في جوفِ السَّماء !
سأجعلُ على يمينكَ
الخيولَ
وعلى يساركَ
الخيولَ
من فوقكَ
نساءٌ
ومن تحتكَ
نساء
والجمعُ الغفيرُ
مُكبَّلينَ بالأغلال
يحملونَ من الفقرِ
سِلال !
يفتحونَ أيديهم
لصدرِ السَّماء
أن تتكاثرَ بين يديِّ حاشيةِ السُّلطانِ
السُّيوفُ والسَّكاكين
فالمراعي ملأى بالقطيعِ
والخرافُ
كلُّ الخرافِ
مهيأةٌ أن تكونَ القرابين !
سأجعلُ الشَّمسَ
تدخلُ إليكَ كلَّ يومٍ
من نافذةٍ
كأنَّكَ الفرعونُ
وأجعلُ الضُّوءَ
يُقدِّمُ بين يديكَ
أسبابَ الولاءِ
فأنتَ الباني
وأنتَ الخالدُ
كلَّما قطعتَ خطوةً إلى الأمامِ
أرجعتنا آلافَ السِّنين
إلى الوراء !
شوهد المقال 617 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك