عادل السرحان - لغة جديدة على جسد امرأة

عادل السرحان
السبي والاغتصاب جريمة أقسى من الموت في مفردات الأسوياء.
قالت الغريبة للغريب وهي تحاوره
وترتعد خوفا ورفضا
لم تحتجزني هاهنا خلف باب القهر
قال لكي نعود الى الطبيعة معا
قالت الغريبة هنا بعضي الآن
قال ستأتي الروح بعد حين
قالت وكيف ستأتي ولا شيء هنا تعرفه
وقد محت خطاكم كل دلالات المكان
قال ان حوار الجسد سيستدعيها
أليس طريق الجسد غير طريق الروح في النهاية
قال لكن لقاء أبديا بينهما سيكون في النهاية
قالت ألا ترى أنا نختلف في النظرة الى الأشياء
قال الا ترين أنا نتساوى أمام تلك الأشياء
لماذا تجبرني اذاً على شيء لاأريده
لأن الخيارات مثل الغيوم ليست متاحة في كل حين
قالت هل بامكاننا ألا نلتقي الى الأبد
قال كلا لأني لا أرى سوى عينيك الآن
قالت ألا تؤمن أن للأجساد لغة أخرى
قال بلى
فكيف اذاً لا تنصت اليها
لأني لست فيلسوفا أو صوفيا أو نبي ..
أأنت ماأعبد ..قالت
ان كنتِ تعرفين ماتعبدين فلم السؤال ..
وهل معرفتنا من نعبد تمنعنا السؤال..
لا.. ولكني لست ماتعنين
لم لاتضيء مصباحا آخر في الغرفة
لكي لا أسرف في النور
فأعتدي على حق ليس لي
حقٌ انك ظلامي أعمى
قالت هامسة بشفتيها فلم يسمعها
قال وهو يضحك: ربما ستسفرالغرفة اذا التقينا كعاشقين
قالت لكي تخطو في الظلمة لابد أن تبدد الظلام أولا
قال ألا ينتهي هذا الحوار
صمتت كأنها تودع عزيزا
فجردها من كل شيء
ليخط لغة أخرى على جسدها
الهامد.
شوهد المقال 1045 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك