عادل السرحان ...... ريحانة جباري
بواسطة 2014-11-02 21:34:06

عادل السرحان
اعدام ريحانة جباري وسبع سنين قضتها وسوء معاملتها كمتهمة تستفز مشاعرنا جميعا .
أيتها القديسة المشتاقة الى معراج الحقيقة
الطين غادر الرحمة الى الأبد
قدماك المتدليتان من منصة الاعدام أعلى ممن شنقوك
هم اسفل منك وان رفعوا أصواتهم المبحوحة
ريحانة شممت عطرك الفواح من خلف الغياب
لاشيء في سجنهم الا قهقهة الشياطين
وسبع سنين ولت عجاف
وآن الأوان لكي تخضر السنابل السبع
في مكان آخر غير سجن ايفين
وحدك تواجهين الموت بشجاعة أيتها القديسة
وجمعهم يرتجف من تجليات اللحظة الصماء
لن يكون لك قبر في الأرض التي أحببتها
ستوزعين جسدك الغض على كل الناس
هكذا كانت الوصية
ربما لن يجرؤوا على فعل ذلك
حتى لايروك تنبتين نخلة على شواطيء الخليج
أو زنبقة في حديقة عامة
أو لبلابة تتسلق بيوت من يبكون عليك
أو تصيرين عصفورة تطل كل صباح من نافذة البيت الذي
غادرتيه منذ سبع سنين والى الأبد
أن تعاليم أمك التي حفظتيها قبل اليوم الأول في المدرسة
ذهبت أدراج الريح ..هكذا قلت في الوصية
لست أنت النادمة الوحيدة أيتها العذراء
فكل النساء في بلداننا نادمات
لأنهن يحفظن شرف الرجال الخائنين
وكل النساء نادمات
لأن من يريدون لحمهن نيئا لايستحقون الحياة
وكل النساء نادمات لأن الرجال في حظائرنا
أقل من ذكر الجاموس
وداعا ريحانة جباري وداعا
ان قلبك الصغير الذي يخفق بالأمل في عدالة أخرى
وحاكم آخر
وجلسة شهود أخرى
لن يخيب
وربما أنت الآن تقدمين دعواك في محكمة العدل المطلق
وتم تبليغ المتهمين بالحضور في الزمان والمكان المحددين
حسب الأجل المسمى
سيأتون جميعا
من ضربوك ليثبتوا انهم ساديون وحسب
من حاولوا التحرش فيك بلا حياء
من منعوك المنام
من منعوك الكلام
من حطموا احلامك الجميلة
سيأتون
من شدوا وثاقك الأخير
من منعوك قبلة الأم الأخيرة
سيأتون وسيصمتون جميعهم
وأنت التي ستتكلمين
فقولي كل شيء ريحانة
كل شيء
عريهم من كل مايدعون
وارفعي صوتك فليس هناك من يقمع الأصوات المظلومة
قولي بأن الناس قد خلقتهم ليعبدوك
فمزقوا ثيابي
أمرتهم يستعففوا ويستروا
فحاولوا اغتصابي
أمرتهم كي يعدلوا
فما قضوا من مجرم يقتلني في شرفي
وآثروا اغتيالي
وحللوا اغتيابي
قولي بأن الدين أضحى لعبة
وتهمة وسوط ظلم واحتقار
وعفة النساء في بلادنا
جريمة وعار
لاتسكتي ريحانة فكلهم وان تعالى صوتهم صغار
وانت ياقديسة وان ذوت أوراقك الخضراء
ستنبتين مرة أخرى لتحملين مشعل النساء
في ثورة خضراء
شوهد المقال 1130 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك