عوابد سارة ـ جزائري...
بواسطة 2020-07-08 06:40:28

عوابد سارة
هي رقعةٌ محدودة تتخللها كيانات ضخمة من جبال وتضاريس بكل شكل من الأشكال...
آلاف الحبيبات الذهبية المتناثرة على أراضي واسعة تأوي الجميع دون مقابل...
كريات بلورية زرقاء متراصة تراص شعبٍ مشكلة مياه تتفجر في مكان دون مكان...تماما كانفجار شعب فاض كأس صبره ...
جِنان خضراء مزركشة بألوان الورود المستقرة بين الأعشاب والأشجار الضخمة المترسخة ترسخ مبادئ بُني عليها منهج حياتي...
هي جزائري...
ظلت صامدة طوال سنين صابرة مكافحة...رغم كل شيء ظلت قوية منتصبة كالجبال الشامخة التي لا تهدها الرياح ولا الأعاصير...
جزائرُ...
بين الجيم والراء 132 سنة تعذيب احتلال واستعمار، اغتصاب لأرضها لحبيبة، أنهار من الأطفال الحفاة المشردين، ثالوث أسود سواد قلوب المستعمرين...
هي رقعة محدودة رأيت النور أول مرة على أرضها... أتقنت أول خطواتي على أرضها... سمعت نشيدها مع أصوات الطيور الحرة المغردة ترفرف في سماء الحرية على أرضها...
نطقت أول كلماتي بين حدودها...
يسر قلبي ويقفز فرحا عند سماع اسمها ويقشعر بدني عن سماع نشيدها الذي خط بحبر الدم على أوراق المجد...
يتراقص قلمي على الورق مشكلا كلماتي...
لن يسعني حيز الكتابة الضيق هذا لوصفك يا جميلة... يا عروس الحرية عروس جاهد كل شعبها بالنفس والنفيس في سبيل إعلائها...
جزائري أرض مخصبة بدماء مليون ونصف مليون شهيد ...
جزائري أنتِ...
يا شمس ساطعة...يا حبيبة القلب والروح يا عروس الحرية...
اعلم أن الوضع صعب...صعب وشائك ومخيف...
اعلم أن الأغلب لا يبالي
والذئاب تنتهك دون وقوف...
اعلم انك تنزفين، اعلم أن دمائك الطاهرة تنهمر مختلطةً بدموعكِ...
اعلم انك في غمر خيبة املك وخذلانك
اعلم كم هو صعب أن تتشبثي بأولادك حد النخاع لكنهم يرحلون... يذهبون...يركضون... يلهثون هربا منك...
العيب ليس فيك ولا فيهم...
العيب فيمن تجبر واتبع هواه وشهواته وأغوته سلطته على من هم اضعف منه وحسب انه خالد في حياةٍ دنيا ناسيا انه { إِنما السَبيلُ على اللّذين يظلِمونَ الناس ويبغونَ في الأرضِ بغير الحقِ أولئك لهم عذابٌ اليم} .
أعلم أن توجيه الدفة نحو جزائر المجد ليس بأمر هيّن أعلم مدى صعوبة الأمر وجديته...
عهد مني لكي يا حبيبة
سنسعى لأخر نفس قدر لنا أن نستنشقه بين حدودك ...
سنسير على نهج شهداءك الأبرار...
سنسعى لرفع علمك المزركش بدماء أبناءك في سماء المجد...
سنسعى للإصلاح والتغيير...
سنسعى لتحقيق الحرية لمنحك استقلالك الحقيقي...
سنحارب بكل ما أوتينا بالقلم واللسان والوجدان...
سنسعى والله راءٍ ما نصنع.
شوهد المقال 448 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك