جابر خليفة جابر ................ عادل مردان شاعرُ جدةٍ ومثقف موقف .
بواسطة 2013-10-26 05:04:39

جابر خليفة جابر
عادل مردان شاعر بكل ما تعبر عنه المفردة فهو في حياته وسلوكياته وانحيازاته وحتى بمشيته شاعر وهو مع هذا انسان ملتزم بالجمال ورفض القباحة والظلم / عرفته اواخر السبعينيات وتعرفت عليه بعد عشرسنوات ومنذ ذلك كان رافضا وبقي رافضا ولم يزل .
وعادل مثقف كبير وقارىء نهم وموسوعي يسعى للمعرفة ولايكتفي بالشعر وعوالمه
الذي هو همه الرئيس وشغله الشاغل في الشعر الجدة والتجديد ، مفرداته ، تراكيبه اللغوية تشعرك بالجدة، لنأخذ معا هذا المقطع الشعري ..
جنوبٌ ولازورد
جنونٌ ولازورد
لازورد
لازورد
لاينتهي..
رسم لنا جنوباً جميلا لازوردياً ، لكنه جنوب مجنون بالرفض والعصيان على الظلام ، جنوب دائم جنونه وجميل ؟
اربع كلمات لاغير اعدت مساحة واسعة من المعنى وبثت كماً متفرداً من الاشارات .
في مقطع آخر يقول :
لوحٌ آشوري
العربةُ الذهبيةُ
تجرها ثمانية خيولٍ
ثمانية خيولٍ جامحةٍ
وهو يؤدي التحيةَ
يقذف من النافذة أغنية مجنونة
يكركر ويكركر
حتى تهبط الشمس ُ.
اشتغل القناع هنا لمراوغة مقصلة الرقيب وليس مقصهُ ولنلاحظ الرسم الفني الجميل للمشهد ، فهو هنا رسام بارع بكلماته وسلط الضوء على الوجه القبيح المتراجع لذاك الذي يكركر ويكركر.
وفي مقطع ثالث يقول:
عطل البلاد الوافرة
الناس يحسبون أعمارهم بالعطل
التياع الجُمع يشع من عيونهم
أطياف تصلي بهلع
أطياف تحتسي خلسةً
- من أين ؟
- أوروك الجديدة.
- أوه ، البلاد التي لاتعرف
من أين تبدأ !
مفرداته عادية أن تفرقت لكنه وهو يشتغل عليها مجتمعة يؤججها شعرا يوقد فيها الشعر.
لكن السؤال المهم : هل أخذ عادل مردان المساحة التي يستحق؟
اتذكر المقولة الاقتصادية : العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة من التداول !
عادل مردان مطرود ومطارد دائما بالمعنى النفسي والروحي والاجرائي للكلمة
والنقد العراقي مقصر وقاصر ايضا عن قراءته فهو نسيج لوحده ومن اهم ميزاته انه من الصعب تقليده او استنساخه، لكن قراءتك لشعره تقدح فيك شرارة الابداع وتثير مجسات القارىء ، اي قارىء فيتحرك..
تحية للشاعر المبدع والانسان النبيل والمطارد الدائم
عادل مردان
وتحية لكتابه الشعري الجديد: ((دائماً في صباح العالم ))
وأردد معه ك دائما في صباح العالم
تستيقظ الاقدار قبل الطيور !
الصورة للشاعر عادل مردان
شوهد المقال 2922 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك