عادل السرحان ـ والتقينا
بواسطة 2018-10-03 00:14:27

عادل السرحان
شاءت الأقدارُ شيئاً فالتقينا
بعدَ أنْ مرَّتْ سنينُ العُمْرِ تَتْرى
مثلُ أحلامٍ بدَتْ في الصبحِ
أوهاماً وذكرىْ
والتقينا
لا أنا الآن بما قد صارَ أدري
أو هيَ الآن بما قد صارَ أدرى
أهيَ الآنَ بقربيْ
أم خيال قد تراءى من بعيدْ
أهُوَ القلبُ الذي ماكانَ ماضٍ
عادَ يهفو مِنْ جديدْ
كيفَ تاهَ العُمرُ منا
في مفازاتِ السرابْ
كيف ضاعَ بين شكٍّ
ويقينٍ واغترابْ
وبعينينِ يكادُ الحزنُ يمحو
كلَّ وَهْجٍ كانَ فيها أو بريقْ
تُشْعِلُ النظراتُ منها في عيوني
الفَ آهٍ كالحريقْ
فأرى الناسَ يمرّون بقُربي
غارقٌ في الحُزْنِ أو شبه غريقْ
وتأمّلتُ على الوجناتِ لوناً من مساءْ
صارَ ظِلاًّ للعيون
وتساءلتُ أوجداً كان هذا
أم مِنَ الحُزْنِ اشتهاءْ
وإلى الآن بصدري حشرجاتٍ
من نشيجٍ وهمومْ
تَعْصُرُ القلبَ كشمسٍ في الكُرومْ
وأطلَّتْ من خلالِ الثغرِ كالثكلى
ابتسامةْ
عانقت روحي
كشوقٍ في غمامةْ
وتأمَّلنا طويلا قسوةَ العُمْرِ المُضاعْ
وتساءلنا عن الأحلام جفَّتْ كالجياعْ
لاهواها ظَلَّ محبوسا كطيرِ الحب يشدو
في خيالي
لاهي الآن بهتيك الليالي قد
تبالي
دمعةٌ مني ودمعٌ فاض منّها
ومضينا
وتمنينا سِراعاً
ليتنا بعد الذي قد كانَ
ماكُنَّا التقينا
إنما الأقدارُ شاءت فالتقينا
شوهد المقال 3462 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك