بادية شكاط - ورأى الحلم حقيقة
بواسطة 2017-01-01 05:26:08

بادية شكاط
في صمتِ قدّيس أسهب محمد نظره إلى سقف غرفته الذي فارق الأرض،ولم يعانق النجوم،وحاول أن يمد إليه طرف يده ليصافحه،فوقعت يده في فضاء الغرفة الضيق،لتستسلم وهي تهوي على صدره،كما تهوي الطيور المكسورة الجناح،بآهةٍ تعانق شفتيه،وتخلُد للأحلام جفونه المتعبة.
وعلى ستائرها المعتمة رأى أنوارالروح تلوح من نافدةٍ على الجدار،طيور مغردة على بيوتٍ من أغصان،وشيخٌ كبير بمعوله شقَّ أعمدة الأمان،فاهتزت أجنحة الطيور،وحلّقت بعيدًا بعيدًا مرتعدة من قسوة الأحضان،وراحت تفترش لها أعشاشًا من الأحزان،على مواكب الرياح المُثقَلة بأوجاع المكان،صوتُ عصفها كأنه الموت أتى ليسرق الروح من بين الأضلاع،ويتركها فارغة على قارعة الذكرى،
فجأة بدأت السماء تلف الغيوم السوداء،وبين ذرات الغبارأخذت تسكب أكواب الماء،فتذكّرت الطيور أنها نسور،واعتلت تلك الغيوم،لترى بريقًا يشق الغيم نصفين،ويسلك في السماء طريقًا من ضياء،فهمست الطيور لبعضها،لما لانعود ؟
لما لانسكن بين صدوع الأغصان ؟
أليس بين ثنايا التجاعيد تسكن الأعمار؟
وبين صدوع الأرض تتدفق الجداول والأنهار؟
وبين بداية اللّيل ونهاية الفجر يتجلّى النهار؟
لما نخاف الصدوع ؟ لما نخشى الرجوع؟
وفجأة فتح محمد عينيه ليرى الحلم حقيقة،والشمس تدور دائبة بين يديه دافئةً مشرقة.
شوهد المقال 4562 مرة
التعليقات (8 تعليقات سابقة):
ونفس الشيء : فيم ،، و:..عم ؟ قال تعالى :: ( عم يتساءلون عن النبإ العظيم ........)
ونفس الشيء : فيم ،، و:..عم ؟ قال تعالى :: ( عم يتساءلون عن النبإ العظيم ........)
مثل :::: بم تكتب ؟ فيم تفكر ؟ لم تاخرت ؟ علام تجلس ؟ عم تسأل ؟ ........
.........................................................................
فعلا ما الاستفهامية إذا سبقت بحرف جر حذفت منها اللام،لكن هذا ليس على الإطلاق،وفي هذا اختلاف بين أهل اللغة،وأشكر نقلك لشواهد من القرآن الكريم،فهو خيرمايستدل به،وبدوري أرد عليك بشواهد منه،وأزيدك من الشعر بيتا:
فمثلا قوله جلّ وعز "عما يتساءلون" في قراءة للفخر الرّازي قال أنّ عكرمة وعيسى بن عمر قرآها عما،وأما ابن كثير فقرأها بهاء السكت"عمّه"
في تفسيره عما في سورة النبأ وقال النسفي:
أصله "عن ما" و قُرىء بها،ثم أدغمت النون في الميم فصار"عمّا" وقُرىء بها،ثم حذفت الألف تخفيفاً لكثرة الإستعمال في الإستفهام
وقال حسان:
على ما قام يشتمني لئيم كخنزير تمرغ في رماد
وتجد جل هذه الشواهد في كتاب ابن مالك:"شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح"
فقاعدة ما الإستفهامية أخي الكريم مُقررة مشهورة،لكنَّك إذا تناولت عديد النصوص،وجدت تفاوتًا كثيرَا،لينقلب البصرُ حسيرَا.
مع شكري
والكاتب أو الأديب وأنت كذلك لايكتب بما شذ من القواعد . والبصر الذي بنقلب حسيرا هو بصر من يبحث في اختلال خلق الله .
أضف تعليقك