جعفر يعقوب - البناء العاشق -٤٩-
بواسطة 2015-05-26 15:28:55

جعفر يعقوب
ذاع في السوق خبر سرقة الصندوق التجوري في شركة الرملي لاستيراد الأخشاب، وأثار هذا الحادث هلعًا واستغرابًا، كونه من الحوادث النادرة في سوق المنامة.
جلس شاكر على مكتبه يفكر بمن يكون السارق الذي امتدت يده على على حلال هذا الرجل الطيب الذي غمره بمعروفه.
- منهو يدري الصندوق فيه مبالغ؟ صدفه؟ يهجمون على الصندوق ويشوفون لفلوس فيه؟ لو مقصوده ومدبره؟
راح شاكر يسأل نفسه ويحدثها..
- راشد! بس مو معقوله يسرق افلوس ابوه.
أمس كنت اريد أحط المبلغ في البنك بس الحاج راح المقبره ! مو صدفه هالسرقه، لازم واحد من الشركه يعرف أسرارها.
مرت ساعتان على العمل في الشركة، الحاج في مكتبه في شبه عزلة، لم يستفق من الصدمة بعد، خاصة حين يفكر كيف سيصرّف أمور الشركة بعد سرقة هذا المبلغ الكبير من الخزانة.
باب مكتبه يطرق طرقًا خفيفًا.
- تفضّل.
المقدّم فريد يدخل مرحبًا بالحاج حسن، ويبادله التحية.
- سعادة النقيب سالم الحمران مهتم بقضية سرقة خزانة شركتكم، وحريص على القبض على الجاني، ليستتب الأمن في السوق، من أجل ازدهار الاقتصاد وعودة الهيبة للمنامة بما يطمئن التجار وأصحاب المحلات.
- هذا الجهد يستحق الشكر والتقدير.
- الحاج حسن، بعد التحقيقات التي أجريناها وبحث الأدلة، أمرنا بالقبض على موظف الحسابات شاكر السرو، فهو المتهم الأول، وتشير الأدلة إلى تورطه في السرقة.
- معقوول! شاكر شاب أمين وراعي واجب ومتدين .
- يا حاج النفس إذا مرضت تفعل كل شيئ، واحنا المظاهر تخدعنا واجد..
- حسبنا الله ونعم الوكيل.
- الآن لازم نقبض عليه، حتى تأخذ العداله مجراها.. بنحوله للنيابه، وتحكم عليه.
تحرك الحاج وسعادة المقدم إلى مكتب الحسابات للقبض على شاكر وإيداعه السجن، وكم دهش من هذا الاتهام غير العادل، وهو الذي عاش عمره نظيفا، وقانعا بما قسمه الله له.
وضع المقدم القيود ( الإفكري) في يدي شاكر، ووجهه مخسوف حزنا بغمامة ألم بعد تلك الخدمة على مصلحة الوكالة، وهو يجر أذياله خارجا منها متهمًا بالسرقة.
الوجوه تنظر إليه مقيدا بحالة أسى واستغراب، ما عدا وجهًا واحدا يتهلل وجهه فرحًا، فرفع صوته:
- يحيا العدل.. هذا عقاب خائن الأمانة.
فوق جالبوت قد رسا في فرضة المنامة كانا يضحكان إلى حدّ الفطاس..
- لو شفته يوم حطوا الأفكري في ايده چان مت من الضحك.
- الآن نقدر نشتغل بهدوء وراحة بال.
- وين خليت لفلوس جويبر؟
- في الحفظ والصون، ولا الجني الأزرق يشوفها.
انا بروح أشوف صديقي التاجر واتفق معاه على موعد حتى تشوفه وتتفق معاه على العمل.
- كفو عليك جويبر .. تعرف انك تحير العقل !
- ليش عاد؟
- اللي ما يعرف للصقر يشويه. وانا اكتشفت انك رجال وصديق .. بعد مشاكلي مع زوجتي ما أحد وقف معاي ، لا صديق ولا حبيب، لكن انت الوحيد اللي فاهمني، وقفت جنبي، تساعدني على مستقبلي.
- يا راشد انت طيب، وظنك ما بيخيب فيي.
حضن جويبر راشد بقوة.
في مركز الشرطة أحضر شاكر في اليوم الثاني لمكتب الضابط سالم الحمران، بحضور المقدم فريد غازي.
طلب الضابط فك القيود من يديه، ثم دعاه للجلوس على الكنبة، ثم جلسا قريبا منه.
- شاكر، انت أول من دخل الشركة في صباح يوم الجريمة؟
- نعم.
- هل باب الشركة مقفول لو مفتوح؟
- مقفول.
- هل انت متأكد ؟
- نعم.
- وباب مكتبك ؟
- مقفول أيضا.
- من الأشخاص اللي عندهم مفاتيح للشركة؟
- أنا والحاج وراشد.
- المقدم فريد. خذ شاكر للزنزانه.
بعد خروج شاكر من مكتب الضابط:
- لو كان شاكر هو السارق، لكان ما احتاج لكسر الخزينة، والمفتاح عنده.
ولو السارق من خارج الشركة لكان كسر بقية الأبواب حتى يدخل.
- تقصد السارق شخص من داخل الشركة!
- فتح الأبواب كلها بالمفتاح، ولما خرج أيضا أقفل الأبواب، عدا الصندوق لأن ما عنده مفتاح اضطر لكسره.
- بالضبط . هذا يجعلنا نشك في راشد.
- مو نشك. هو راشد سارق الشركة بالفعل.
راشد ابن صاحب الوكالة، مؤكد أن هناك دوافع للسرقة.
- هذا تحليل دقيق، لكن وين دليل الإثبات؟
- هل أخذت بصمات راشد؟
- نعم، سيدي.
- خلاص طابقها مع البصمات اللي على الأدوات الموجودة في المكتب.
- حسنا، سيدي.
شوهد المقال 1331 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك