مالك فتيل - النظرة التي انطلقتْ من مدينةٍ

مالك فتيل
النظرةُ التي تسلقتْ الموعد فاستقرتْ على حافة اللقاء ممرجحةً خطواتها نحو العودة،
النظرة التي انطلقتْ من مدينةٍ
ما إن لامسها فضول الشمس حتى انتفضت لأمانيها،
النظرة التي أحاطت بها صحراء تبتسم
كتلك التي بها ظُلَّةُ عروة و نار حاتم*،
النظرة التي مازالت الشمس تتشبه بها
في تسلقها للفجر،
في زحفها نحو الغروب،
في تسترها المفضوح وراء سحابة
النظرة التي تستقر على حافة الشِعر
تقلَّمُ زوائده وتطلبُ المزيد منه..كانت هنا
كانت هنا..
كانت تستوعب الحياة بحركة بسيطة من حاجبها
كانت تفيض بالأنهار بغمزة تتشبه بالبراءة
كانت تقتلع المدن بآمالها و أمانيها
كانت تمشي مختالةً لغاياتها
كانت..
وكنتُ -أنا- أركض لكفاياتها
أركض..
كخيلٍ انصرفت عنه أعين المقامرين
كعملةٍ باليةٍ لمدينةٍ مغتالة
كقهوةٍ صلَّبَ مفاصلَها البرد
فأي كفايةٍ تحتوي نظرةً تشبهُ المطر؟
* عروة بن الورد و حاتم الطائي
شوهد المقال 1231 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك