ترجمة: جمال الدين طالب - "القصيدة/النبوءة" لكاتب ياسين
بواسطة 2015-05-08 01:19:20

"قصيدة بالعربية" لكاتب ياسين* ترجمة: جمال الدين طالب
ثمة سواعدٌ شابة
ماتت
ممدودةً نحو أم
آه ! أيتها الصدورُ القوية
الصدورُ الدامية
لأولئك الذين هَزمُوا الحديدَ
ليُهزمُوا من قبلِ الفِضة
و أولئك الموتى الذين هُزموا من أجل الآخرين
و أولئك الذين رحلوا مغنين
ليرقدُوا في الوحلِ المجهُولِ للنسيان
و أولئك الذين يمُوتون دائمًا
في ثقلِ الأحذيةِ الخشنة
و ألبسةٍ كبيرة جدًا
بالنسبةِ لأطفال!
في المساءاتِ الحزينة
في الدقائقِِ الميتة
ثمةَ شخصٌ يسقطُ
و أمهُ التي تموتُ من أجله
بكُلِ قوة قلبِها الهرم
ثمةَ سياراتُ تأنُ
و أبطالٌ صغار أيضا يبكُون
يأسَهم من التفسخِ عند الفجر
لكنَ الموتَى الذين يثيرون التذمرَ أكثر
أولئك الذين يريدُ قلبيَّ مواساتَهم
هم فقراءُ بلد شمس
إنهم أبطالُ قضية أجنبية
أولئك الذين ماتوا من أجلِ الآخرين
ومن أجل لا شيء!
_____________________
*الى كاتب ياسين وشهداء 8 ماي 1945 .. هذه "القصيدة/النبوءة" المذهلة للراحل الكببر كاتب ياسين ترجمتها قبل 20 سنة و ضاعت مني ترجمتها!..ألحت عليَّ (!) أن أعيد ترجمتها بمناسبة ذكرى مجازر 8 ماي 1945، التي شارك كاتب ياسين في مظاهراتها وسجن بسببها في سطيف .. المدهش أن هذه القصيدة ضمن قصائد اخرى كتبها كاتب ياسين في تلك الفترة وهو في 15 من العمر ونشرت في ديوانه الأول " مناجاة" (Soliloques) ، الذي صدر في عنابة في 1946 ، وكان عمره 17 سنة.


شوهد المقال 1623 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك