حميد بوحبيب ..... ذهـــــــــــــول في زنزانه

د . حميد بوحبيب
إلى كل الرفاق الذين أسروا في سجون الأنظمة القهرية .
و يصطفق القيد على الزندين
يتبجح اليأس خلف القضبان
تكبر أشواك الغربة في عينيّ
و للخمر طعم الجريمة
أعشق كل نساء الأرض
و أموت عدميـــــا
*
لا .. لا سبيل إلى السماء
قد تعرفين رعشة الحقول
و دهشة المساء
أمّا هذا النزق الليلي الناطقُ
باسم الورد المسفوح
فـــلا
لا تعرفين سر اكتمال الوحشة
و انتشاء الجراح
في الصلوات الوثنيه .
و أنّى لك أن تعرفي !
و بيننا برزخ من الصمت
و فراسخ من النسيان .
*
شمعة أخيرة
شمعة لأقرأ إصحاح الذعر المتلبّس
بالليلِ الساكنِ عمق الندبه .
شمعة ، لتضيء الزنزانة شوقا
ثمّ نمضي - إذا شئت – مع الغيوم النافرة
و إذا استوقفنا شرطي أزرق
نلوذ بأول حانة و نغرق
في زبد الكأس و الأوطان الجائرة
*
أغامر في طفولتي
( هي خارج السجن ، خارج الملكوت )
أنتشل ما تبقى من فرح أو حنين
موجة سكرى تأخذني
و يمزقني الأنين
و أنت أبدا ذاك الحلم
و ذاك الجنين .
*
خلف القضبان لم أعد وحدي
لم أعد وحدي منذ بحر
و سبع شموع
و في غبش السجن
تنفلت القسمات من قيد الزمن
أندسّ في حكاية لونجا
و أوقد حفنة أفيون
ألتقط حبات العمر
و أحلم بنار تأكل المدينة
إلــــهي – و لا إله –
اجعلني لها وقودا
و ازرعها من بعدي ورودا .
شوهد المقال 1305 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك