عثمان لحياني ـ تهريب النقاش من القضايا الحقيقية ..المشكلات
بواسطة 2020-10-10 01:12:18

عثمان لحياني
يحدث تهريب للنقاش من القضايا الحقيقية ،بحيث لا يتطرق للمعوق الأساس الذي أهدر كل فرص الاصلاح السياسي والاقلاع الاقتصادي على البلد.
ثمة تيار متأزم لديه مشكلة عَقدية مع العربية ، علّق في عنقها كل مآسي الجزائر ، في مقابل تيار متأزم لديه مشكلة اقصائية مع الأمازيغية ، متوجس منها اكثر من توجسه من خيارات النظام، والواقع أن كلاهما ، العربية والأمازيغية، توجدان على الهامش لصالح الفرنسية التي تمثل محور التفكير ومركز المحرر الرسمي حتى الآن، لدرجة أن الوثيقة الأسمى لبلد ، الدستور، تكتب في الأصل بالفرنسية ، والجزء الغالب من الخطاب الرسمي كذلك.
يختزل البعض أيضا خطاب الأزمة في خاصرة المكون العلماني، بينما يرابط البعض في تلة أخرى ويربط نصف مشكلات البلد بالاسلامي السياسي ، في الحقيقة كلاهما يفقس بيضه في سلة مثقوبة، اذا فُحصت التربة والتجربة وُجد أن كلاهما ضحية للاستغلال والتوظيف ، يخيف النظام الاسلاميين بتغول العلمانيين ، ويبتز العلمانيين ببعبع الاسلاميين ، بينما يصنع النظام كيمياء غريبة من هذه التناقضات لنصرة خياراته.
الراحل سليمان عميرات رحمه الله انتبه مبكرا لهذا المأزق ، وقدم مخرجا قبل 30 سنة ، حين طالب بوضع المطلب الديمقراطي أولوية على الراية والمشروع الحزبي ، وتجارب التقارب والعمل المشترك أثبتت أن ذلك ممكن، لأن المعوق الرئيس لكل وثبة ديمقراطية هو النظام الفاسد المفلس سياسيا وأخلاقيا .
الأمازيغية والعربية أكبر من أن توضع في حقيية سياسي ،المكون الاسلامي السياسي (توصيفا) ثابت شعبي و المكون العلماني تيار حيوي ، وكل من خاض حروبا ضد حقائق الأرض كان كثور ينطح صخرة ، والمسار الحالي ككل المسارات السابقة لا يُمَّكن للأول الا قليلا من الوهم ، ولا يُوسع للثاني الا بسطة ريح ، ثمة أمر واحد يمكن تحقيقه ، إما ديمقراطية تتسع للجميع واما سجن كبير يسع الكل .

شوهد المقال 523 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك