العربي فرحاتي ـ وجاء فصل الخطاب.. لجماعة "دوز دوز"..أن اسكتوا
بواسطة 2020-06-14 03:16:48

د. العربي فرحاتي
يبدو أن "فصل الخطاب " للرئيس موجه هذه المرة لجماعة " دوز دوز" من حيث هي الجماعة ألاكثر إحساسا بالضرر النفسي..وما أصابها من خيبة أمل من مخرجات "دوز دوز" ..فلم تحفظ لهم ماء الوجه أمام من "كذبوا عليهم" بأن عهد جديد باديسي قد حل ..فامطروا مؤخرا الفايسبوك بامتعاضهم واستيائهم الشديد من مسودة الدستور البائسة وتصريحات لعرابة الفاحشة..وتوضيحات محند أو سعيد المستفزة.. والتعييات الجديدة المهلكة للحرث..كنا ننتظر سيما من الأحزاب بدلا من موقفها السلبي ومجرد تسجيل للحضور الإعلامي والقول "بأننا حذرنا من هذا !!!" ننتظر منهم الموقف الميداني ودعوة الأنصار والمناضلين لمناصرة الشعب في حراكه السلمى والنزول إلى الشارع بقوة ..والتخلي عن خديعة "حراكنا المبارك " وكنا ننتظر من جماعة(دوز دوز ) أن يكونوا قد فهموا الدرس جيدا ولم يبق لهم ملجأ ككل الجزائرئين إلا فرصة " الحراك" من حيث هو بيت كل الجزائريبن الأحرار ومفتوح لهم من غير تصنيف.. وهو المخرج الوحيد الذي يخرج الجزائريين من هذا البؤس السياسي والحيف الاقتصادي والضر القانوني
..فالحراك اكتسب بصيرة كعقل جمعي وعرف يقينا أن النظام واحد مهما تلون.. ينحاز دوما الى الفتن ليبقى ..وأن عليه- أي الحراك - أن يبقى هو الاخر واحد ثابت في أهدافه..لا سقف تحت سقف إسقاط النظام للحفاظ على الدولة ..ولذلك فلم يكترث لا بمسودة الدستور ولا بلجنة لعرابة ولا بتصريحات محمد اوسعيد ولا للعقاب ولا بكل الشواذ.. ولا بكل المسار الذي رسمه القايد بعد بوتفليقة لاستمرار البوتفليقية...ومع اظهارهم لهذا الامتعاض إلا أنهم وكعادتهم لم يبرحوا لغة الخشب والتبرير ..وتصريحاتهم ظهرت نسخ لا تختلف عن جلالي سفيان الذي سقط في مستنقع توزيع الأوهام على الشعب..طلبا للريع...تصريحات لا تخرج عن "التكيف" مع الوضع وطرح البدائل الترقيعية..فبعضهم يطالب برحيل لجنة لعرابة لكونها غير متوازنة كما قالت بعض الاحزاب
..وبعضهم ينصح "رئيسه تبون" بالتراجع والتصحيح ..وبعضهم يتأسف ويتحسر وندم وسكت..
وبعضهم يجتهد في خلق الأعذار ومن هؤلاء دعاة ودكاترة وبروفيسورات
..فظهروا في أسوأ وضعيات العقل التبريري لفضيحتهم بقولهم ..كما أن (دوز دوز ) كان واجبا وطنيا وأكثر من ضرورة لإنقاذ الجزائر من التغريبيبن..فإن التعبير ب"لا" للدستور - إن طرح للاستفتاء - هو واجب وطني أيضا وأكثر من ضرورة.. وهم بذلك مستمرين في تضليل الناس واستغفالهم بتكرار تجارب الفشل وتغطية الفشل بقولهم عبثا أن رئيسهم من "البطانة الحسنة" ولكن بطانة السوء من التغريبيين - كما يزعمون- هي التي ضيقت الخناق على بطانته الباديسية ويجب مساعدته في مواجهة هؤلاء وافشال مخططاتهم ..وإلى آخر ذلك من هذا الكلام السطحي التسطيحي المتخشب جدا جدا ..ونسوا ما قالوه للناس وخاطبوهم بلغة الواثقين المتيقنين.. أن الوضع جديد تم تصفيته من الاستئصاليبن والشيوعيبن والعلمانيين والتغريبيين وأن الجزائر عادت للباديسيين ..بل ظهر فيهم من يبرر المجرم" نزار" وإلقاء مسؤولية ما اقترفه العسكر ضباط فرنسا من الابادة على العلمانيين وكأني بهم يريدون تحريف المشهد الدرامي للعسكر ..أي: بهؤلاء (الدوز .دوز ) عمت أبصارهم فضلا عن بصيرتهم..ليروا المشهد على حقيقته بأنه مشهد واحد انقلابي ..
وأن رئيسهم هو من أدار المشهد عندما أمدوه - غفلة وسذاجة.. أم طمعا في الربع - بالسكين للذبح ..
فذبح كما يريد..فلا حق لهم بعدئذ أن يتألموا من سلخه أو يرفضوه..ولا حق لهم أن يطالبوا حتى بتحسين شروط الطاعة له..وهم كمن يطالب بتوسيع زنزانته في ظل خطاب "نحن ملاح ياسر حب من حب وكره من كره"
..ولذلك جاءهم فصل الخطاب من رئيسهم الذي انتخبوه وشاركوا في دوز دوز في اللقاء المبرمج بما يقوله الرئيس وما يقوله الصحافي .. ' أن اسكتوا واخرسوا.. " نحن ملاح ياسر حب من حب وكره من كره .ولدينا ثقة مطلقة في الروح الوطنية للجنة تعديل الدستور.. ولعرابة بن شهيد.(لجنة نوفمرية باديسية ) وأنتم أصبحتم رقما مهملا و"خضرة فوق أعشا.. بعد استعمالكم " في دوز دوز ..فكفى من صراخكم..كما خاطبتهم مجلة الجيش بنفس اللغة
...نتمنى بعد انتكاستهم وبعد هذه الصدمات المتتالية وبعد هذا الفضح الواضح لاستمرار سياسات ما قبل البوتفليقية وما بعدها..وبعد هذا الفصل في الخطاب وقطع الشك باليقين..يتعين على عقلاء دوز دوز وحتى أولئك "الطمامعة" أن يلتزموا الصمت كأضعف الايمان..أو الصدق على الاقل مع أنفسهم..وأن يكفوا عن الاختباء وراء "إسداء النصح" وهم غير اهل له .والنصح بعد "فصل الخطاب" هو تملق ..وأن يكفوا عن الكذب على الناس وعلى الحراكيين كما كذبوا عليهم ..أو يعودوا مكرمين إلى الحراك ..فإنه بيتهم الذي يأويهم ومسكت طيب كما أوى كل الجزائريين ..فمرحبا بمن اتعظ وركن لنفسه اللوامة..وسحقا لمن ظل وغوى وركن لنفسه الامارة ..وبرر ..الحراك مستمر ..
اللهم إرفع عنا الوباء .
شوهد المقال 336 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك