جباب محمد نور الدين ـ النظام يسعي لبناء قاعدة اجتماعية .. هل تكون الحكومة قربانا ؟

د. جباب محمد نورالدين
النظام يسعي لبناء قاعدة اجتماعية
ليس فقط أحزاب السلطة التقليديين ،بل سوف يستقطب النظام جزء من الأحزاب التي كانت محسوبة على المعارضة من أجل توسيع قاعدته الاجتماعية ، وسوف يستقطب كذلك بعض النخب ،والكثير من المؤشرات تؤكد ذلك
المعركة الحقيقية اليوم ليس الهجوم على أحزاب الموالاة لأنها معركة خاسرة وغير حقيقية ومضيعة للقوت والجهد ، إنما المطلوب من القوى الحية داخل المجتمع وبشكل ملح وقوي بناء قاعدتها الاجتماعية لمواجهة النظام ،ويخطئ كثيرا كثيرا من يعتقد أنها مهمة سهلة في ظل التشرذم و الانقسام الحاد، أحيانا حد التقابل ،مما يتطلب أفكار جديدة وأساليب عمل جديدة .
هل تكون الحكومة قربانا ؟
لقد بات واضحا أن النظام الذي يعلم أنه سوف يدخل في معركة لا خيار له فيها، بدأ " يتمترس" و" يعيد إنتاج " نفسه معتمدا على أحزاب السلطة التقليدية وعلى بعض الأحزاب التي كانت إلى وقت قريب محسوبة على المعارضة ، كما فسح المجال لبعض النخب الإسلامية المعتدلة والوطنية بخاصة بعض النخب " العلمانية" التي كانت قريبة من السيد مولود حمروش وتتبنى إصلاحاته ودافعت عنها
النظام الذي يعي أنه بصدد مواجهة الكثير من الاستحقاقات والمطالب ، لكنه يعي أكثر أن الكثير من يعارضونه لا يحملون نفس الأهداف، بعض المعارضة تهدف إلى تغيير النظام وبناء دولة جديدة عصرية ،لكنها معارضة ضعيفة ومشتتة ومنقسمة على نفسها ولم تتخلص بعد من الكثير من الأوهام التي أبعدتها عن الواقعية التي سوف تؤثر على الكثير من ممارساتها السياسية وقد تكون السبب في إبعاد الجماهير عنها ،
أما بعضها الآخر، وهي أكثر تنظيما وانضباطا وواقعية ومستعدة لتقديم الكثير من التنازلات الآنية في سبيل أهدافها البعيدة، لذا فهي تجعل من المعارضة ليس بوصفها آلية من أجل تغيير النظام ، إنما أداة مفاوضات مع النظام من أجل" التموقع " داخل السلطة ،لكن تجاربها السياسية السابقة وتحالفها مع النظام في كل مراحله منذ التسعينيات سوف يجعلها هي الأخرى لا تحظى بثقة الجماهير باستثناء قاعدتها الحزبية
هذه الخارطة السياسية لا تخيف النظام لكن سوف يقدم لها بعض التنازلات، من جهة لكي يقربها إليه ويكسبها لصفه ومن الجهة الأخرى لكي يتفرغ للحراك في معركته القادمة معه
التنازلات المقدمة قد تصل حد الإطاحة بالحكومة بخاصة أنها أثبتت فشلها ،وقد يكون ذلك في أقرب وقت، بخاصة أن الحكومة ، كما يشاع ، تشكلت في غفلة من رأس النظام وضمن موازين قوى أخرى غير القائمة حاليا ،لذا فإن الإطاحة بالحكومة، إذا صحت هذه الفرضيات ، تعد ضرب عدة عصافير بل سرب كامل من العصافير بحجر واحد : التقرب إلى الحراك وكل الشارع ، إرضاء المعارضة بكل أنواعها، كما تسمح لرأس النظام التخلص من الكثير من الأسماء وتنصيب من يثق فيه أكثر و يحظى ببعض الإجماع .
شوهد المقال 524 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك