صحفيون ام أعوان دعاية؟
الذين حاوروه اليوم، لم يطرحوا أي سؤال على مقيم القصر حول غيابه عن زيارة المستشفيات و لا عن غيابه طيلة 100يوم عن واقع الناس، و لا عن وعوده لاسترجاع الأموال المنهوبة و البلد يعيش في أزمة مالية خانقة، كما لم يفكر وا حتى في طرح سؤال عن معتقلي الراي، و عن زملاء لهم في المهنة هم نزلاء السجون، بل اكتفوا بطرح أسئلة هي جزء من لعبة الاتصال التي يعتقد الوزير محمد السعيد أنه ستكون كفيلة لتلميع صورة رئيسه، و لذلك كانت الأسئلة حاملة لاجوبة، بل و البعض منهم نسي دوره و راح يعلق عوض أن يطرح انشغالات الناس.
الحجر الصحي و المرض المزمن.
اهم ما جاء في المقابلة هو أن تبون اعترف صراحة بأن المشكل ليس في اعلان الحجر الصحي و لكن في تسيير تبعات هذا الحجر، و لم يخف ذلك بل أعطى أمثلة حول الحجر الذي فرض على البليدة، حيث قال انه كانت هناك نقائص نعمل على تجاوزها، و لما سئل عن العاصمة و كثرة الحالات فيها، قال انا اتابعها حيا بحي و أعطى أمثلة عن حيين اثنين لم يذكرهما بالاسم و لم يجد من حاوره أهمية لطرح السؤال لمعرفتها، ولكن الشيء المؤكد أنه أكد أن الحجر الشامل لن يكون لان السلطة و حكومتها وولاتها غير قادرة على تحمل تبعاته، وهو ما يعني أننا أمام سلطة عاجزة باعتراف المسؤول التنفيذي الأول عنها.
و حتى لما طرح السؤال حول النقص في بعض الوسائل راح يتحدث عن مبادرات لمواطنين لخباطة الكمامات ليضعها في حصيلة عمل حكومته.
المثير و المتعب في خرجة تبون هو أنها كشفت عن المرض المزمن للسلطة التي ترفض أي نقاش و أي انتقاد، و لذلك راح ودون حرج ينفي صفة الوطنية عمن ينتقد أداء السلطة، و تعمد الخلط بين شخصه و بين السلطة و الدولة، رغم أن الجزائريين و الجزائريات ومنذ 22فيفري الماضي يعطون اسمى الدروس في الوطنية و في ثقافة الدولة، وكل هذا يبين الهوة الموجودة بين من يحكم و مرضه المزمن بالسلطة و بين المجتمع الذي يفكر في المحافظة على الكيان القانوني و الجغرافي للدولة، و لذلك كله فإن خرجة اليوم كانت فرصة أخرى ضائعة لنزيل المرادية حتى يلطف خطابه و لا يستعدي شعبا لا يخاف من الحجر الصحي لكنه يخاف من العطب السياسي الذي فرض رئيس دون اقتراع حقيقي، و أجهزة حزبية ساكنة عن قمع الحريات و تعنيف السياسيين، و منظومة إعلامية غارقة في الفساد أحد مدرائها الذين حاوروه سابقا موجود في السجن بتهم ثقيلة، وهي منظومة لا مصداقية لها و أصبحت تشكل خطرا فعليا على النسيج الاجتماعي و الأمن القومي، وهي كلها مظاهر العطب السياسي و أدوات لتعطيل التغيير الذي يحمي الجزائر من كل الفيروسات و الأزمات المزمنة.
رضوان بوجمعة
الجزائر في 31مارس 2020
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك