العربي فرحاتي ـ يتنحاو قاع ...في الذكرى
بواسطة 2020-03-11 23:30:48

د. العربي فرحاتي
جميل أن نؤرخ المحطات والمنعرجات العامة في تاريخ الحراك الشعبي السلمي .فاليوم ١١ مارس ٢٠٢٠ يستعيد الحراكيون الذكرى السنويةالاولى لميلاد شعار "يتنحاو قاع" ويعود الشعار إلى تلك الليلة التي خرج فيها جمع غفير من المواطنين في العاصمة ليعبروا عن فرحتهم ويهنئ بعضهم بعضا بما أجرته السلطة من تغييرات في قمة هرمها بخلع الرئيس واسقاط العهدة الخامسة.. وهي في الحقيقة تمديد للسلطة بطريقة اخرى..فصادف في تلك الليلة وأن استطلعت صحفية كانت في مهمة تغطية المظاهرة ونقل أفراح الجزائريين رأي الشاب "سفيان" حول ما أجرته السلطة ..فكان جوابه بعفوية تامة النبرة غاضبة (ماكانش
منها يتنحاو قاع ) وقد كانت إجابة صادمة للصحفية وغيرها من المواطنين المتظاهرين ولكثير من فئات الشعب..ولكنها كانت قوية في رفع مستوى الوعي الشعبي الى حجم الازمة والمهمة ونبهت الكثير من أن ما جرى وقتئذ هو مجرد محاولة للاتفاف على مشروع التغيير الكلي الذي خرج الشعب من أجله يوم ٢٢ فيفري ٢٠١٩ . وهو إسقاط كل العصابة الحاكمة وتغيير نظام الحكم..ومنذ تلك اللحظة إلتقطه الجزائريون لصبح شعارا وطنيا معبرا يرفع في كل المسيرات إلى اليوم.. بل أوضح المعلم الرئيس لمسار الحراك وصحح الكثير من المفاهيم ..وبات مصلا مضادا لكل المناورات الالتفافية ومقياسا دقيقا ومعيارا..فلم يعد الحراكيون يقبلون بالاجراءات الترقيعية الترميمية وذر الرماد في العيون ..ورغم ما أثاره الذباب الالكتروني من شيطنة للمفهوم وازدرائه ووصفه باللاواقعي واللامنطقي والمتهور والعدمي...الخ إلا أن الشعار باعتباره ثوري صمد مع كل الهزات واستطاع الحراكيون به تجاوز كل المناورات بما في ذلك مناورة انتخابات ١٢ / ١٢ من حيث هو أصدق تعبير جزائري عن التغيير الثوري السلمي الشامل.

شوهد المقال 231 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك