خليفة عبد القادر ـ حراك الجزائر، ذلك المعقد!!! حوار السلطة، الشارع، والشعب
بواسطة 2020-03-08 00:11:13

أ.د. خليفة عبد القادر
بتجاوز الحراك الجزائري "المبارك" عيد ميلاده الأول، بقدر ما تتبلور مطالبه وتستمر مسيراته السلمية بزخمها المعهود، بقدر ما قدمه الجيش والسلطة من مرافقة أمنية وتعهدات بل " تغيير" من خلال انتخابات رئاسية تضمن للدولة استمراريتها وتطبيق أجندة تغيير شامل يبدأ من صياغة دستور جديد لجزائر جديدة. تمنح الحريات واستقلال القضاء والعدالة الاجتماعية والإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية.
إلا أن هذا غير كاف بالنسبة لخطاب الحراك، الذي يصر على اتهام السلطة والتي لا يزال يشرف عليها الجيش من قريب أو بعيد، أنها من خلال هذه التدابير قد قامت فقط باعادة انتاج نفس النظام السابق بحلة جديدة، وأن التغيير الحقيقي لا يزال بعيد المنال.
إن قوة الحراك هي طبعا في استمراريته ونفسه الطويل بأسلوبه السلمي وأيضا باحتلاله "الشارع" أي الفضاء العام الفضاء "المنشور" عبر وسائل الميديا والتواصل الاجتماعي في وقت لا تحتاج الدولة في إدارة شؤونها لهذا الفضاء " يوم الجمعة" وممكن مساء الثلاثاء، مما جعل الاحتكاك بين السلطة والشارع في أدنى مستواه، هذا الوضع الاستثنائي والهش، استفاد منه الحراك في تواصل زخمه ، وأفاد السلطة في استرجاع أنفاسها وممارسة نشاط الدولة والمؤسسات بقية الأسبوع.
لكن السؤال، أين الشعب؟
تزعم السلطة الحالية من خلال خطابها أنها تمثل الشعب باعتبار الانتخابات التي أسفرت عن انتخاب رئيس للجمهورية مفوض من الشعب لتجسيد " الجزائر الجديدة"، ويزعم خطاب الحراك أنه يمثل الشعب التواق للحرية وللتغيير الديمقراطي الفوري ورحيل السلطة ورموزها وبناء " جزائر جديدة، وأن التفويض جاء من تواصل زخم الحراك، وامتلاء "الشارع" كل جمعة بالمتظاهرين،
هل الشارع هو الشعب والشعب هو الشارع؟، لا يبدو ذلك، كثير من المواطنين الذين يحضرون الحراك الأسبوعي هم من المصوتين في الانتخابات الأخيرة التي يرفض بعض الحراك نتائجها وبرنامجها، وكثير منهم الموظفون وأرباب العائلات الذين ينصرفون لآداء أعمالهم ومواصلة حياتهم الاعتيادية خلال الأسبوع تحت سلطة النظام العام،
هنا لابد من الانتباه لضرورة دراسة سوسيولوجيا الشارع الجزائري في الحراك، موضوع يسلط الضوء على أهم القوى الاجتماعية والسياسية التي تؤلف الحراك المتحول هو الآخر من رفض الخامسة، إلى مشروع جمهورية "جديدة" حتما تتشكل من خلال تفكيك ثلاثة عناصر أساسية تشكل عقدة الحراك، السلطة، الشعب، الشارع.
تحياتي.
شوهد المقال 302 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك