عادل اورابح ـ قبل الحوار و التفاوض
بواسطة 2019-12-19 23:08:42

عادل اورابح
العرض السياسي الذي تقدم به رئيس الأمر الواقع جاء في سياق ندوة صحفية أشبه بندوة احتفالية منتشية بـ "فوز" ضد غالبية الشعب وتحتاج مُقترحاته لوضوح تام حول الجدول الزمني وجدول الأعمال لتحديد موقف منها، خاصة وأن سوابق النظام القائم في تزييف فكرة الحوار لا تحتاج إلى تذكير، فالشواهد كثيرة وآخرها الحوار الأعرج الذي أشرف عليه كريم يونس لإخراج مسرحية انتخابية مرفوضة شعبيًا، ولأن التفاوض أهم وأكثر إحراجًا للنظام من الحوار فلا يجب وضع سقف التوقعات عاليًا حتى لا نُصاب بخيبة أخرى، لأن النظام الذي لم يرضى بالحوار الجدي في وقت سابق لن يرضى منطقيًا بما هو أكبر وأكثر تهديدًا لديمومته، وإن رضي فرضًا بذلك سيعمل بكل جهد لتشويه المسار، وقد بدأت بوادر ذلك من خلال تقديم الكثير من الأشخاص لخدماتهم كمُحاورين محتملين، مع أن بعضهم كان ضد الحراك الشعبي ومطالبه وله باع طويل في خدمة النظام.
قبل أي خطوة نحو الحوار أو التفاوض مع النظام لا يمكن التغافل عن عقود من التصحير السياسي وأن الكثير ممن يعرضون خدماتهم اليوم بغض النظر عن صدق نواياهم لم يحتكوا بالشأن السياسي إلا بعد 22 فيفري، ولا يمكنهم مجاراة نظام سياسي بترسانته السياسية والإعلامية وقُدرته المعروفة على المُرونة التسلطية و استزلام النُخب.
الأولوية في نظري قبل الإقبال على أي خطوة هي اِلتقاء من لهم نفس المطالب والطموحات ذات البعد الوطني المشترك والتحاور بينهم قبل التحاور مع النظام لمأسسة مطالبهم وإعطائها جسمًا سياسيًا، حتى وإن تطلب ذلك بعض الوقت لتحديد جدول الأعمال، أو بتعبير آخر: هل نتحاور أو نتفاوض؟ من يتحاور/يتفاوض؟ وحول ماذا نتحاور/نتفاوض؟ بدل الإكتفاء دومًا بالتفكير والتدبير بمنطق رد الفعل وترك حرية الفعل للنظام. الحوار/التفاوض مسار لابد منه في مرحلة ما من أي ثورة شعبية اتخذت مبدأ السلمية كمنهج إلزامي لها، لكن مسار كهذا لا يمكن أن يتم بارتجال وبأي ثمن، والأهم من كل ذلك لا يجب الإرتباط برزنامة النظام ومواعيده.
شوهد المقال 334 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك